· 

بين الكتابة بحبر القلم … والكتابة بدم القلب

من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب"جزء 5
من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب"جزء 5


  منذ أيام قليلة سألتني صديقة لماذا لا تكتب عن المرأة ؟ أجبتها كيف لا وأنت تعلمين حق المعرفة أنها موجودة في الأجزاء الاربعة من كتابي ، إضافة الى ذلك فإن المرأة حين تغادر حياة الرجل فأنها تأخذ الحروف معها ! لكنها كانت لجوجة في الطلب مني أن اعاود الكتابة ! وكانت المفاجأة غير المتوقعة أنه عندما بدأت بالكتابة عنها كما أفعل الآن أكتشفت أنني أكتب بقلبي وليس بقلمي ، كما أكتشفت أنني أكتب اليها علناً ، واخاطبها صمتأ واحترمها خيالاً وأحبها دهراً ، ولكم اعترف ايها الاصدقاء انه في اللحظة التي بدأت الكتابة عنها بدأ قلبي يخفق واتركوا لي أن أحتفظ ببعض اسرار أحاسيسي.

منذ سنوات أعتدت على الكتابة وصرت أكتب لأبعث الإشراق لنفسي ولأحارب بالكتابة دروب الإكتئاب المميتة ، أكتب لأهرب بعيدًا عن معارك الحياة ، وهكذا ودون ان أعلم صرت أعتبر الكتابة شكلاً من اشكال "المسكنات" المؤقتة على الأقل لمجابهة مأساة الوجود ! نعم كتبت لها وعنها ، وفي كل مرة كنت أكتب كان الحبر ينسكب على الورق وكانت الكلمات تنهال تارة  ، وتخونني تارة أخرى ويعجز الوصف !نعم أقر أن الرجل القوي يبحث عن المرأة القوية ليقوى بها ‏، أما الرجل الضعيف فإنه يبحث عن المرأة الضعيفة ليستقوي عليها !


 نعم تعودت أن أكتب عن المرأة بأحرف صادقة وكلمات مُخلصة وسطور كلها إحساس وحب ، وكتاباتي هذه لا أزال أحتفظ بها ولكنها ليست للنشر ! ويبقى السؤال الذي لا اجابة له : لماذا لحظات فرح الانسان قصيرة؟ وكيف استطيع أن أتوه عن درب قلب المرأة ،  وأنا ما عرفت من الدروب الا دروبها ؟ وكلما مشى قدمي كنت أتبعه وأمشي وراءه ! اليك أيها البعيد بُعد المدى ،  والقريب قرب الوريد ، هل يسكنك الحنين مثلي ؟ أم أن قلبك أفرغ حنينه بقلبي ثم رحل ؟ ولماذا ؟

نقولا أبو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0