· 

مخائيل نعيمة … ناسك الشخروب

تمثال للأديب ميخائيل نعيمة
تمثال للأديب ميخائيل نعيمة


ولد مخائيل نعيمة في العام 1889 في بلدة بسكنتا في سفح جبل صنين ، أنهى دراسته في مدرسة الجمعيّة الفلسطينيّة فيها، ثمّ انتقل لمتابعة دراسته في دار المعلمين الروسية في  النّاصرة في العام 1902 بعد حصوله على منحة ومن ثمّ انتقل إلى بولتافا الرّوسيّة وعاش هناك  من العام 1906 الى العام  1911 حيث تسنّى له الاطّلاع على الأدب الرّوسيّ ، التحق في العام 1912 بجامعة واشنطن في مدينة سياتل وتخرّج منها حاملًا إجازتَين في الحقوق والآداب ، بدأت مسيرته الأدبيّة حين نشر أوّل مقالة له بعنوان: "فجر الأمل بعد ليل اليأس" في العام 1913 ، أسّس مع جبران خليل جبران وعدد من الأدباء المهجريّين الرابطة القلمية التي وضع دستورها .


كان مخائيل نعيمة اول لبناني يحصل على منحة للذهاب في  بعثة دراسية ارثوذكسية إلى بولتافا في اوكرانيا ، وهناك تعرف على الشابة الجميلة فاريا الأوكرانية التي علمته الحب الإباحي ، وهناك كتب قصيدة "النهر المتجمد" باللغة الروسية ، ويقر مخائيل نعيمة بذلك في كتابه "سبعون" حين يقول : "ولو لم يكن قلبي ودمي في حاجة إلى قلب المرأةِ ودمِها لما كانَ بيني وبينَ فاريا في روسيا، وبيلاّ ونيونيا في أميركا، وهنّ النساء الثلاث اللواتي لم أعرفْ في حياتي غيرهنّ معرفةَ الرّجل للمرأة ، والخبرة التي جنيتُها من معرفتهنّ زادتني غنىَ روحياً، وأحسبُ أنّي أغنيتُهنّ على قدر ما أغنيْنني" مع هذا الإقرار، من قبله بوجود علاقة كاملة (جنسية) بينه وبين نساء ثلاث، إبّان غربته الروسية -الأوكرانية والأميركية بعدها، يبرز بعدٌ في سيرة ميخائيل نعيمة لم يسبق أن سلّطت الأضواء عليه بما يكفي لاستجلائه في مقابل الدراسات المستفيضة عن علاقات جبران خليل جبران المعلنة والسرية. 


بدوره صديقي سفير أوكرانيا السابق في لبنان إيهور أوستاش حين أهداني كتابه "الأوكران ولبنان"، الذي ترجمه الى العربية عماد الدين رائف ، قرأت في الفصل السّابع منه عن "الجذور البولتافية لإبداع ميخائيل نعيمة"؛ وذلك لكونه اوّل خرّيج لبنانيّ في أوكرانيا، وهكذا فإن نعيمة هو من رواد النّهضة الفكريّة والثّقافيّة الذي أحدث اليقظة في الأدب وقاد إلى التّجديد ، ولذلك خصصت المكتبة العربيّة مكانةً كبيرةً لما كتبه وما كُتب حوله ،وقد ترك كتابات عديدة باللغات العربيّة والإنكليزيّة والرّوسيّة؛ وكان ميخائيل نعيمة ميالاً الى النزعة الصوفية في أعماله ونقاء النفس وبساطة العيش، ويعود هذا الأمر لدراسته معظم الديانات السماوية ، لم يتزوج في حياته ولم ينجب أطفالاً ، اطلق توفيق يوسف عواد عليه لقب "ناسك الشخروب" بسبب حبه للعزلة والتأمل ، ولانه بعد عودته من الولايات المتحدة في العام  1932 استقر في تلة  قرب مسقط رأسه في بسكنتا  تسمى الشخروب ، وكان يذهب إلى جانب الشلالات ويتأمل في كتاباته وفلسفته  حتى يوم مماته في العام 1988.

بحث نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0