· 

فيلسوف القومية اللبنانية

شارل مالك
شارل مالك


ولد الدكتور شارل مالك في العام 1906 في قرية بطرّام في الكورة شمال لبنان، هو ابن الدكتور حبيب كرم ظريفة ، تلقى علومه في مدرسة البعثة الاميركية والمدرسة الإنجيلية في طرابلس ، ثم انتقل الى الجامعة الأميركية في بيروت حيث تخرج في علوم الرياضيات والفيزياء. وانتقل بعدها الى جامعة هارفارد في الولايات المتحدة وحصل منها على دكتوراة في الفلسفة (على أساس الميتافيزيقيا في فلسفات وايتهيد وهايدغر) . بعد عودته إلى لبنان ترأس قسم الفلسفة في الجامعة الأميركية في بيروت ، وبقي في هذا المنصب حتى العام 1945 عندما تم تعيينه سفيراً للبنان لدى الولايات المتحدة والأمم المتحدة.


مَثل شارل مالك لبنان في مؤتمر سان فرانسيسكو الذي تم فيه تأسيس الأمم المتحدة وشغل منصب مقرر للجنة حقوق الإنسان ، كتب منفرداً دباجة الإعلان العالمي وهكذا انطبعت الوثيقة بأفكاره وظهرت في متنها بصماته الدامغة فضلاً عن تفرده بوضع المقدمة ، وكان واضحاً إصراره على المواد -26-20-18 التي تنص على حرية التفكير والضمير والدين، وحرية الاشتراك في الجمعيات والجماعات السلمية وعدم إكراه أي إنسان في الانضمام إلى جمعية ما، وحق الإنسان في التعليم ….لم يكتفِ مالك بموقعه كمقرر في اللجنة العالمية لحقوق الإنسان ، ففي العام 1948 ترأس اللجنة الثالثة للشؤون الاقتصادية والاجتماعية أثناء دراسة الإعلان ، وعند وفاة اليانور روزفلت في العام 1951أختير خلفاً لها في رئاسة اللجنة ،ثم شغل منصب وزير خارجية لبنان وبعدها وزيراً للتربية الوطنية بين الاعوام 1956-  1958 ، الى أن ترأس الجمعية العمومية للامم المتحدة


بعد اندلاع الحرب الأهلية اللبنانية، 1975-1990، ساعد على تأسيس الجبهة من أجل الحرية والإنسان في لبنان للدفاع عن القضية المسيحية   ، بعدها تم تغيير اسمها إلى الجبهة اللبنانية وكان العضو الوحيد غير الماروني بين قادة الجبهة العليا، الذين كان من بينهم مؤسس حزب الكتائب بيار الجميل وقائمة من رؤساء لبنان وفي طليعتهم الرئيس كميل شمعون ، فؤاد افرام البستاني وكان الكل يعتبر شارل مالك العقل المدبر للجبهة، وأن السياسيين هم العضلات يقول فيليب سالم في كتاباته “من الصعب جدًا أن يحب احدٌ لبنان أكثر من شارل مالك”، ويضيف “نحن التقينا في حبّنا للبنان وولائنا له،  أنا أقول أن يكون لبنان عربيًا ولكن أن لا يذوب في العالم العربي” يتابع “أنا ألتقي مع شارل مالك حول أبدية وسرمدية إبقاء لبنان حرًا ومستقلاً ، لكنّني أؤمن بأنّ لبنان هو عربي من رأسه حتّى أخمص قدميه ويجب أن يكون قائداً للعرب لا ذيلاً لهم ، أمّا شارل مالك فكان يؤمن بـلبنان في ذاته ويريد أن يكون جزءاً من حضارة الغرب، لا جزءاً من حضارة الشرق” توفي شارل مالك في العام 1987

بحث نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0