· 

سعيد عقل… المُعلم

سعيد عقل
سعيد عقل


ولد سعيد عقل في زحلة  في العام 1912 وكانت طفولته مليئة بالوَرْد في ظِلّ أمّ مَلاكٍ وفي كَنَفِ والد كان نَهراً من النخوة والكرم ، نشأ على كثير من الحبّ والدلال، آخذاً عن أمُّه الطَّهارة ، وعن أبيه روح العطاء وعن مدينته زحله النخوّة والبطولة ، وكان الله قد وهبه إطلالةً فريدةً، ونبوغاً أكيداً، فتمَّت له النعمّة، وَبَرَز متفوقاً في مدرسة الإخوة المريِّـميين في زحله حيث بدأ دراسته حتّى أتمَّ قسماً من المرحلة الثانوية. عزم على التخصُّص في الهندسة، إلاّ انَّه وهو في الخامسة عشرة من عمره وقع والده في خَسارة ماليَّة كبيرة، فاضطرَّ سعيد أن يترك المدرسة ليتحمّل مسؤولية ضخمة وأعباء بيتٍ عريق ، مارس الصِّحافة والتعليم في زحله ، لكنّه استقر في بيروت وكَتَبَ بجرأة في مجلات عديدة ، ومارس التعليم في مدارس عديدة وفي دار المعلمين والمعلمات وفي الجامعة اللبنانيّة ،  كما حاضر في جامعة الرُّوح القُدُس وفي معهد اللاّهوت في  الأشرفية.


‎دعم سعيد عقل التكلم باللهجة اللبنانية المحلية، معتبرًا أن الأبجدية اللبنانية مكونة من 36 حرفًا، ثم ألقى سلسلة من المحاضرات دفاعاً عن نظريته باستبدال اللغة الفصحى بـ"اللغة اللبنانية"، والحرف العربي بالحرف اللاتيني ، وفي العام 1967 أسّس سعيد عقل داراً جديدة للنشر باللغة اللبنانية والحرف اللاتيني أطلق عليها اسم "دار أجمل الكتب"، وسعى من خلالها إلى مواصلة ثورة اللغة وثورة الحرف ، كما سعى لتطبيق هذه النظرية فنشر ديوانه "يارا" معتمداً "الحرف اللبناني الجديد" المشتق من الحرف اللاتيني وأثار موجة من السجالات وبعد سنوات سافر إلى بريطانيا وقصد مؤسسة  "لينوتيب"، وعاد منها حاملاً بطاقة تعريفية طُبعت عليها حروف الأبجدية اللبنانية المبنية على الحروف اللاتينية وأطلق دعوته إلى اعتمادها. ومن اعماله سائليني يا شآم (قصيدة) نشيد جمعية العروة الوثقى (للنسور ولنا الملعب) وعدة دواوين شعرية منها على سبيل المثال "أجمل منك لا" ومسرحيات شعرية ونثرية اهمها  : بنت يفتاح المجدلية -قدموس -رندلى -مشكلة النخبة - لبنان إن حكى


في العام 1982 تزوج سعيد عقل من آمال جنبلاط التي كان يكبرها بأكثر من ثلاثين عاماً ووصفت الصحافة هذا الحدث بزواج الحب والوحدة الوطنية لكن بعد مرور خمسين يومًا انتحرت العروس بإطلاق رصاصة في قلبها ، وحينها اعتبرت مصادر قضائية "إن الظواهر والدلائل كلها تشير الى أن المرحومة قد اختارت طريق الانتحار لوضع حد لحياتها"،اشارة ان العريس كان في السبعين من عمره يوم زواجه وكانت عروسه في الثالثة والثلاثين، وقد أجرت الاعلامية ديانا هندي حديثاً مع سعيد عقل وعروسه نشرته مجلة "الشبكة"وقتها قال فيه إنه التقى بآمال جنبلاط منذ 12 سنة فأحبّها، وتزوّجها بعد طول انتظار وأضاف: "كنت أستكبر جداً أن ترضى بي زوجاً، هي الصبية الموهوبة، ابنة العائلة العريقة كنت أحبّها وأتهيّب طلبها للزواج لفارق السن بيني وبينها، لكن اليوم بعد أن كبرت ونضجت تجرّأت وفعلت وحققت حلمي بالزواج منها"وردّت آمال جنبلاط "إنها غلطتي، وأنا نادمة قبل اليوم لم أكن أملك النضج الكافي لأتزوج من سعيد عقل، زواجنا اليوم تحدًّ، لقد انتصرنا انتصاراً عظيماً، انسوا فارق السن بيننا لأنني أحبّ فيه فكره وقيمه ومبادئه ، وختمت العروس تقول : "صحيح إني دخلت الكنيسة، وأخذت المراسم المسيحية التي أحترمها لكنني خرجت منها درزية" وكانت الاشبينة كلود أبو ناضر والإشبين الرئيس عادل عسيران، توفي سعيد عقل في العام 2014

بحث نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0