· 

ابراهيم عبد العال … أبو الليطاني 

 

 

ولد المهندس إبراهيم عبد العال في بيروت في العام 1908 من أم تركية هي كاملة الخوجا ، وأب لبناني هو خليل عبد العال ، وهو الإبن البكر لعائلة مؤلفة من ستة أولاد ،تلقى علومه الابتدائية في مدرسة البروتستانت الألمانية في باب إدريس، ثم في المدرسة البطريركية حيث نال الشهادة الثانوية ، بعدها التحق بجامعة القديس يوسف في بيروت ونال منها دبلوماً في الهندسة ، ثم التحق بالمعهد العالي للكهرباء (SUPELEC)  في باريس لمتابعة دراسته في مجال المجاري المائية، بعدها انتقل إلى غرينبول حيث تابع البحث والدراسة ، وفي العام 1944 أصبح مديرًا عامًا لوزارة الاشغال  ، كما أسندت إليه مهمات إضافية فكان مديرًا عامًا لمراقبة الامتيازات، ورئيس مجلس إدارة مصلحة مياه بيروت ، في العام 1955 قسّمت مديرية الأشغال العامة إلى مديرتين عامتين: واحدة تختص بالطرق والمباني، والثانية بالمياه والكهرباء ، وقد تولى بناء على طلبه مسؤولية المديرية العامة للشؤون المائية والكهربائية ومراقبة الامتيازات ، كما تولّى إعداد البحوث المائية، خصوصًا حول الأنهر في دول المشرق الواقعة تحت الانتداب الفرنسي في وقتها. 

 

اعتبر ابراهيم  عبد العال أن مشروع الليطاني بإمكانه تأمين ثلث حاجة لبنان من الطاقة الكهربائية إذا نفذ بالكامل باعتباره وحدة متكاملة ، وقد تم الإنطلاق بمشروع الليطاني في العام 1956، وفي أوائل الستينات طرأ تعديل على التصاميم التفصيلية مثل السدود التي شيدت من الصخر بدل الباطون. ونظرا ً للتحويلات الموجودة على مجرى النهر كان هناك صعوبة في تنفيذ النفق الذي بلغ طوله 16 كلم , إضافة إلى أحداث العام 1958 التي أخرت عملية إنجازه ، وفي عهد الرئيس عبدالله اليافي تم استدعاء عبد العال لحضور جلسة مجلس الوزراء  للتحدث عن رؤيته لمشروع الليطاني لكنه رفض لأنه لم يعد في مصلحة الليطاني حينها بل صار  مديراً عاماً لوزارة الأشغال، وقال لهم : "من هم في الليطاني بإمكانهم الحديث عنه أكثر مني" ، فما كان من الرئيس شارل الحلو إلا أن اتصل به طالباً منه الحضور لشرح تفاصيل مشروع الليطاني كون وزير الكهرباء كان على خلاف مع مدير عام الليطاني حينها ،  فحضر جلسة مجلس الوزراء برفقة النقيب جوزف نجار وعرض المشروع بشكل مبسط... وقد صدر مرسوم بما شرحه عن كميات المياه المخصصة للري بعد استخدامها في توليد الطاقة والمياه المخصصة للشرب ،  على إن تنفيذ هذا المشروع من شأنه توفير نصف فاتورة استيراد الفيول لتوليد الطاقة حسب ما جاء  في إحدى دراسات المهندس عبد العال منذ اكثر من ستين سنة .

 

تزوج عبد العال من محاسن صبّاغ في العام 1944 وله منها أربع بنات: الهام، نسرين، إيمان وبسمات، وقد ورثن عن الأب حب الوطن والمصلحة العامة ، حاضر في الجامعات اللبنانية، مناقشًا ومقدمًا الحلول والتصاميم العديدة لإنشاء سدود، وبناء محطات توليد كهربائية، وتطوير الزراعة بهدف ترسيخ وزيادة المساحات المزروعة في لبنان من دون اللجوء إلى الملوثات (فيول) أو تكبد التكاليف الباهظة ، توفي في العام 1959 وهو في سن الواحدة والخمسين ، ويروى ان وفاته حصلت في إحدى مستشفيات بيروت بصورة غامضة وبالتزامن مع البدء بتنفيذ مشروع نهر الليطاني ، له دراسات عديدة أهمّها دراسته الهيدرولوجية عن نهر الليطاني التي استغرقت 15 عامًا، وقد قام بها بمبادرة شخصية لإدراكه أهمية هذا النهر السياسية والإستراتيجية ، عمل على وضع النشرة الدورية المناخية لتسهيل عمل الطيران المدني، وتجهيز محطات عديدة لرصد المياه في أماكن مختلفة على مجاري المياه , ونفّذ مسحًا جيولوجيًا للأراضي لا تزال معتمدة حتى اليوم .

بحث نقولا ابو فيصل ✍️