· 

البروفيسور فيليب سالم … قاهر السرطان

 

ولد فيليب سالم في العام 1941 في بلدة بطرام الكورة لبنان ، وهو الإبن الخامس لأديب سالم كاتب عدل الكورة وزوجته لميا مالك ، تلقی دروسه الابتدائية في المدرسة الرسمية في قريته ونال منها الشهادة الابتدائية،إنتقل الى مدرسة بشمزين العالية حيث ظهر نبوغه المبكر ، وكان الأول بين زملائه، ورُفع من الصف الثامن الى التاسع، كما أعفي من الصف العاشر  ونال شهادة البريفيه، بعدها التحق بكلية التربية والتعليم الإسلامية في طرابلس حيث ظهرت بوادر التمرد والثورة لديه عندما اصطدم بأساتذته معترضاً على منهجية التعليم ،في العام 1958 دخل الإنترناشيونال كوليدج (IC) في بيروت وحصل على شهادة البكالوريا القسم الثاني ومنها التحق بالجامعة الأميركية في بيروت ونفّذ رغبة والدته في دراسة الطب ووفق بالحصول على مساعدة مالية من المجلس الثقافي البريطاني  ونظراً لتفوقه وسلوكه الممتاز تكفل المجلس بتغطيه دراسته ومعيشته في كلية الطب طيلة حتى تخرجه في العام 1965

 

 في الجامعة الأميركية عرف بالطالب المتمرد والثائر والناقد لأسلوب التعليم المتبع ، وقد حاول بعضهم تخفيض علاماته المتفوقة حتى لا يتخرج بامتياز عقاباً له ،واستطاع لاحقاً ان يثأر من أساتذته عندما طلب منه العميد فريد نجار ان يقوم بتدريس مادة البيولوجيا في كلية التربية في الجامعة اللبنانية، فوضع قواعد جديدة للتعليم فيها، وعلى مدى ثلاث سنوات استطاع أسلوبه الجديد ان يجذب عدداً من الطلاب الذين أحبوه وتفاعلوا مع طريقته غير التقليدية ، واثناء دراسته الطب عزم فيليب سالم على التخصص في أمراض الكلى، لكن زوجة صديقه التي كانت مصابة بسرطان الرحم تمنّت عليه قبيل وفاتها ان يتخصص في معالجة مرضى السرطان ، وهكذا بدأت رحلته الطويلة في هذا المجال ، وفي العام 1968 توجه الى الولايات المتحدة الأميركية للتخصص في السرطان والابحاث، واختار مركز میموریال سلون كيترينغ، أهم مركز للسرطان نيويورك . 

 

وقد شكل ذلك حجر الزاوية في حياة فیلیب سالم المهنية وغير من مجرى مسيرته العلمية ، وفتح له آفاقاً أطلقته في عالم معالجة السرطان على مستوى اميركي وعالمي وذلك بفضل العملاق في الطب الدكتور دافيد كارنوفسكي مؤسس معالجة الأمراض السرطانية بالدواء الكيميائي هناك الذي تبنى فيليب مهنياً وأصبح بمثابة الأب الروحي له ، وهو الذي عمل على انتقاله في العام 1970 الى هيوستون للعمل في مستشفى إم. دي. اندرسون حيث سُجّلت له اكتشافات علميّة وأبحاث طليعيّة واختراعات أدوية عديدة  ، في العام 1987 أسّس مراكز لمعالجة مرضى السرطان إلى جانب عمله في المجال الطبي، فقد أحب البروفسور سالم وطنه لبنان وتابع عن كسب الشؤون اللبنانيّة، وكتب عنها بجرأة وعمق، فجاءت مقالاته على الصفحة الأولى لجريدة النهار مثالًا ساطعًا على قوّة التصوّر ووضوح الرؤية والتنزّه عن العصبيات ، ويشكّل كتابه "رسالة لبنان ومعناه" تأريخاً ملتزماً للقضية اللبنانية وسبيلاً واضحاً لخروج اللبنانيين من محنتهم ، كما صدر له كتاب اخر بعنوان "من جلجلة السرطان إلى قيامة لبنان" (جامعة سيدة اللويزة، 2016).

بحث نقولا ابو فيصل ✍️