· 

قصة "جيليت" المذهلة


ولد كينغ كامب جيليت فى العام 1855 ، كان له خمسة اخوة عرف عنهم بحثهم الدائم عن النجاح  ، وهذة البيئة التي احاطت به اثرت فية كثيراً وجعلته محباً للاختراعات والابتكارات ،وفي الرابعة من عمره انتقلت اسرتة للعيش في شيكاغو حيث قرر والده ان يفتتح محلاً لبيع المعدات والالات لكن محله احترق بالكامل في حريق شيكاغو الكبير في العام 1871 بعدها قررت العائلة الانتقال الى نيويورك  ، وهناك عمل الوالد وكيلاً لحقوق الاختراع ، وبحكم عمل الوالد كانت دائماً تثار نقاشات اثناء اجتماع العائلة على طاولة الطعام عن احدث الاختراعات ، مما أهّل جيليت أن يغدو مخترعاً ، توقف عن الدراسة في السابعة عشرة من عمره للعمل مندوب مبيعات وكان ينفق كل ما يحصله من مال على ابحاثه واختراعاته ، في الخامسة والثلاثين من عمرة شعر بأنه لا توجد فائدة مما يفعله ، فعلى الرغم من امتلاكة لحقوق اربعة اختراعات كان يشعر بأنه لا يحقق عوائد مالية مجدية . 


كان مستر جيليت يردد ويقول دوماً بأن الاخرين الذين يستخدمون اختراعاته يحققون ارباحاً اكثر من التي يحققها هو بكثير، كل هذة الامور جعلته يشعر بالضيق لدرجة انه قام بتأليف كتاب عن الاقتصاد ولم يحقق كتابه النجاح ، وهذا الفشل الجديد زاد الامر سوءاً بكل تأكيد ،  وحينها شعر جيليت بأنه انسان فاشل وبائس ولهذا قرر العودة الى ويسكونسن “مسقط   رأسه” في العام 1895، واثناء حلاقته لذقنه في احد الايام وجد ان الشفرة لم تعد لديها القدرة على ازالة الشعر ، حاول ان يسنها بمبرد خاص ولكن ما حدث هو انها تلفت تماماً ولم تعد صالحة لحلاقة الذقن وحينها ايقن ان شفرة الحلاقة هي المنتج المناسب الذي يحتاجة الناس يومياً ،وبدأ رحلته مع شفرات الحلاقة ، وفي العام 1900 التقى جيليت بالخبير الكيميائي ويليام ايمري نيكرسن الذي تمكن من ايجاد طريقة لتصنيع شفرات الحلاقة بالمواصفات المرغوبة ، كما تمكن من اقناع مستثمر لتمويله بمبلغ خمسة الاف دولار أميركي لتأسيس شركته الجديدة "شركة الماكينة الأمريكية للحلاقة الآمنة" التي اصبح اسمها "ماكينة جيليت للحلاقة الآمنة" 


 تميزت شفرات جيليت بأنها كانت متميزة واكثر اماناً من الشفرات المتواجدة في ذلك الوقت، وعلى الرغم من كل هذا ، فأن الاقبال على شرائها كان شبه معدوم ، وبلغت خسارة مستر جيليت حوالي 12 الف دولار ، مما جعله يفكر في اعلان افلاس الشركة ، لكن شريكه ويليام اقنع  مستثمر اخر بضخ بعض الاموال لانقاذ الشركة من الافلاس ، وقد وافق هذا المستثمر مقابل امتلاكه 51% من الاسهم وتمت الصفقة وضُخت الاموال في الشركة التي استمرت في العمل حتى العام 1910 حيث عاد جيليت وأشترى حصة شريكه بمبلغ 900 الف دولار ، وهو بالتأكيد مبلغ ضخم في ذلك الوقت ، ثم قرر ان يرحل عن ادارة الشركة في نفس العام ويتركها لأسرتة وكان عمرة حينها 55 عاماً .


عاش مستر جيليت اخر ايام حياته في ولاية كاليفورنيا بعد ان اشترى مزرعة من أشجار البرتقال والنخيل ،ويروى انه عمل جاهداً لجعل ابنه مخترعاً مثلة ولكنة لم ينجح في ذلك على الاطلاق ، ومع حلول الكساد العظيم في العام 1929 اشهر ازمة اقتصادية في القرن العشرين ، خسر كل اموالة واصبح فقيراً ، ثم حاول مجدداً استخراج النفط من الزيت الصخري ولكنة فشل ، وفي العام 1932 توفى عن عمر ناهز 77 عاماً ، ولم تمت الشركة بموته بل ظلت مستمرة وتصنف حالياً انها الشركة الافضل على مستوى العالم في مجال تصنيع وانتاج ماكينات وشفرات الحلاقة، وفي العام 2005 انضمت جيليت لمجموعة بروكتر آند غامبل بعدما اشترتها  بصفقة بلغت 57 مليار دولار اميركي.

بحث نقولا ابو فيصل ✍️