· 

شركة جنرال موتورز اعظم شركة سيارات اميركية


بدأت الشركة اعمالها في العام 1908 ، على يد مؤسسها "وليام ديورانت"(1861 -1947 ) المعروف "بيلي" وهو الذي جمع ثروته من بيع العربات التي تجرها الخيول في ميشيغن، قبل أن يمتلك حصة كبيرة من شركة بويك للمحركات التي كانت تعاني من أزمة مالية ، وقد استطاع خلال سنوات عمله من تملك شركتي أولدسموبيل وأوكلاند للمحركات التي ستتمخض فيما بعد عن شركة بونتياك ،كما امتلك شركة كاديلاك في العام 1909 بقيمة 5,5 ملايين دولار، وهو مبلغ ضخم آنذاك قد يناهز 130 مليون دولار اليوم ، بعد ذلك بدأت المجموعة تتوسع خارج الولايات المتحدة فاقتنت أسهما من شركتي أوبل الألمانية وفوكسول البريطانية ، ثم صارت في العام 1925 جزءاً من مؤشر داو جونز وظلت كذلك إلى يومنا هذا ، كذلك ضمت اليها سيارات الشيفروليه.


بعد امتلاكها 50 % من سوق السيارات في الولايات المتحدة ،   تحولت جنرال موتورز الى أكبر شركة في العالم , وفي حين أنتجت كاديلاك طرازها الأسطوري  Coup deVille، السيارة الرياضية ،قامت شركة بونتياك بإنتاج طرازي الجران بري والفاير بيرد ، ولكل سيارة مقامها ، وكان الحصول على كاديلاك يعني بلوغ القمة ، وفي العام 1967 احتفلت جنرال موتورز بصنعها السيارة المئة مليون، وافتتحت مقراً لها في نيويورك من خمسين طابقاً ، وفي السبعينيات أظهرت الأزمة النفطية أن صناعة السيارات في اميركا قد لا تقوى على مواجهة غزو السيارات اليابانية  ، وبعد ذلك عرفت شركة جنرال موتورز  أياماً عسيرة بعد تطوير السيارة الإلكترونية إي في 1 (EV1) التي فشلت تماماً مما اضطرها للتوقف عن إنتاجها في العام 2003 ،  بعدها باشرت بإنتاج سيارت الـ"سوف" SUV ( السيارات الرياضية العملية) التي أظهرت أنها مُربحة أكثر من باقي أنواع السيارات ، اقتنت جنرال موتورز طراز الهمر (Hummer) العملاقة في العام 1999 لكن السقوط كان مدوياً وموجعاً بسبب التحول إلى السيارات الصغيرة الأقل استهلاكا للوقود .


في العام  2004 أعلنت جنرال موتورز خطوة بتسريح 50 ألف من مستخدميها وبإغلاق 1100 من متاجرها ، واكتمل عقد المهانة بالنسبة لها عندما اضطرت أسوة بغريمتها المفلسة كذلك كرايسلر إلى مد يدها للحكومة الأمريكية طلباً للمساعدة حتى تتفادى الانهيار التام   وفعلا حصلت على أربعة مليارات إضافية ليرتفع بذلك القرض الحكومي لها الى 19 مليار دولار ، كافحت كثيراً جنرال موتورز لإنقاذ نفسها وتجنب الإفلاس بعد ان تخلت عن أولسموبيل، وتوقفت عن صنع بونتياك كما عرضت بيع الهمر وساب ، وحاولت التخلص من فرعيها في أوروبا أوبل وفوكسول ، ولكن يبدو أن الوقت قد فات بالنسبة لجنرال موتورز، فحتى لو وفقت في إعادة بناء نفسها فأن احتمال عودتها إلى ما كانت عليه في الماضي ضعيف جداً لا بل مستحيل  ، بعد ان كانت الشركة الأكبر في العالم لمدة 77 عامًا قبل أن تخسر المركز الأول لصالح شركة تويوتا في العام 2008 ويبدو انه في العام 2023 حققت "جنرال موتورز"  مبيعات وصلت إلى 2.3 مليون سيارة، في الاسواق الاميركية ما سمح لها باستعادة صدارة مبيعات السيارات، في وقت تراجعت فيه مبيعات شركة صناعة السيارات اليابانية في السوق الأميركية الى 2.1 مليون سيارة.

بحث نقولا ابو فيصل ✍️