· 

دوني دويتش أسطورة الإعلانات


في العام  1983 التحق دوني دويتش بشركة والده الصغيرة للإعلانات في مدينة نيويورك، في ذات الوقت الذي كان أبوه يفكر في بيع الشركة لتقدمه في السن، لكن دوني نجح في إقناع الوالد بالعدول عن ذلك، وترك الشركة لابنه الثائر الصغير كي يديرها وفقاً للطريقة التي يريدها ، وقد نجح في جعل قائمة زبائنها تتضمن كبرى الشركات مثل جونسون، نوفارتيس، فايزر، ميتسوبيشي وإيكيا، وكذلك اعلانات حملة بيل كلينتون للترشح للرئاسة الأمريكية وقتها ، وفي العام 2000 باع دوني ملكية الشركة بقرابة 300 مليون دولار مع استمراره  مديراً لمجلس الإدارة ، بعدها وجه اهتمامه إلى صناعة الأفلام عبر إنشاء شركة إنتاج فني، وهو قدم أيضًا برنامجاً تلفزيونياً خاصاً به في قناة سي ان بي سي CNBC الأمريكية  أسماه "الفكرة الكبيرة" وألف كتاباً خصصه لتشجيع الأعمال حاول أن يضع فيه خلاصة خبرته على مر عقدين من الزمن في مجال الإعلانات ، يعترف دوني أنه محظوظٌ لكون أبيه صاحب شركة إعلانات، ومحظوظٌ أيضاً لأنه رغم استهتاره في فترة صباه ،  فأنّ الشركات التي عمل بها أثناء دراسته لم تستغن عنه رغم أنه لم يهتم كما يجب لشؤون العمل , تلك الوظائف القصيرة هي التي جعلت دوني يدرك أنه لا يريد أن يقضي حياته في مجال الاقتصاد أو المحاسبة، بل في الإبداع والفن , 


وبدل من أن يستحوذ على شركة أبيه، انشأ وكالة دعاية صغيرة داخل وكالة أبيه ، على ان فلسفة هذا الرجل في العمل تعتمد على اجتذاب وتوظيف الموهوبين من صغار السن، خاصة من هم أكثر ذكاءً وبريقًا منه هو، وإقناعهم بالعمل معه ضمن الفريق ، كما يبحث دائمًا عمن هم على وشك الوصول لقمة عطائهم الفني والمهني، لا من بلغوا تلك القمة بالفعل، وهو يؤكد أنه يُعطي منصب الإدارة لمن يريد أن يصبح مديرًا ناجحًا، ويجد في عينيه البريق الدال على إمكانية تحقيقه لذلك، وهو لن يعطيه لمدير سبق وحقق النجاح الذي يبحث عنه. كما ان نموذج التحفيز الذاتي عنده يعتمد على أنه لا وجود لعبقري حقيقي كامل، وبالتالي فكل شيء ممكن تحقيقه، وكل عمل عظيم يمكن التفوق عليه.


أدار دوني الشركة من منظور رجل أعمال لديه القدرة على الإبداع، وهو يؤكد أنه لم يجبر احد من عملائه على قبول أي فكرة دعائية أو إعلانية قدمها له، بل كانت أعماله من الإبداع بمكان حتى أنها كانت تلقى القبول بشكل تلقائي، دون الحاجة لضغوط أو جدل ، وفيما نجد أن الكثير من الشركات اليوم تعتمد على تقسيم أقسامها إلى مراكز ربح تتنافس فيما بينها، الا ان هذا الرجل وضع الجميع في شركته تحت سقف واحد، يجمعهم هدف واحد، هو تحقيق الربح بشكل جماعي ، ومن وجهة نظره فأن  النجاح لا يعتمد على من هو الأذكى أو من هو الأفضل، بل يعتمد على من يقول: “لم لا أنجح أنا أيضاً، أنا أستحق أن أنجح“، وأما المهارات اللازمة للنجاح فانه يراها ضرورية لكنها ليست كافية، فالإدارة الناجحة هي القدرة على حشد مجموعة من البشر وفهم أهدافهم بشكل عميق والاستفادة من مهاراتهم الفردية في تأسيس بيئة عمل تقودهم الى الغاية المرجوة وتحقيق الاهداف.

بحث نقولا ابو فيصل ✍️