· 

بين هواتف ذكية وعقول غبية … هزلت

عن لبنان لماذا أكتب "جزء 5
عن لبنان لماذا أكتب "جزء 5


للأسف الشديد فأن الشعب اللبناني يملك قدرة عجيبة على تحويل النعمة الى نقمة ، خاصة في التعامل مع التقنيات الحديثة من كمبيوتر وهواتف ذكية وغبية، وفي حين أن الهواتف الغبيّة هي أقلّ ضرراً لاستنزاف الوقت، فأن الهواتف الذكيّة تستنزف الوقت والصحّة معاً وتغذّي الفِتَن ، وفيما الهواتف الذكية بطاريتها غبية ، فأن الهواتف الغبية بطاريتها ذكية ، واذا كان لا بد من ابداء  الرأي حول ما يثار عن الادمان على مواقع التواصل الاجتماعي فأنني ارى بأننا تأخرنا عن الشعوب المتطورة ، فنحن شعب مستهلك للتكنولوجيا من تويتر ، واتس اب وغيرها ، ويسيء العديد منا استعمال  هذه الوسائل وخاصة بعض اهل السياسة وازلامهم الذين حولوها الى مكان للتراشق ونشر غسيل بعضهم .


ويذهلني بعض الاشخاص ممن ينتحلون صفة "اعلامي"ومعظمهم لا يحملون شهادات جامعية ، كيف يبدون وهم يديرون مجموعات واتساب او صفحات الكترونية يضعون القوانين لاعضاء مجموعاتهم وكأنهم يديرون وزارة, أوامر وتعليمات وتهديد بالشطب من الغروب وضوابط وإرباك للاعضاء ، ثم يأتيك من يطلب صداقتك على وسائل التواصل!!  يا أخي أنت دعوتني وأنا وافقت لكن لا تفرض علي شروطك ، أنا أريد الراحة والمتعة والاستفادة لدى تصفحي المواقع الالكترونية المفيدة ، لماذا تقلق راحتي هل لانني لم ارحب بضيوفك ؟ او لانه لم تعجبني منشوراتك السخيفة ، أو لانني لم أشارك في الحوار؟  

او لم أقدم التهنئة لفلان ؟ او تقديم العزاء لفلان  ! وفي كل مرة نكون امام فحص دم وتكثر التحليلات حول موالاتك او معارضتك لافكارهم السخيفة ، لذا أرى أن الانسان الذي نشأ قبل الهواتف الذكية كان محظوظاً لانه كان مرتاح البال من جميع التصرفات التافهة والغبية التي تقلق راحته .


واذا كانت عوارض آلام الظهر والقلق وضعف التركيز هي ابرز مضار الهواتف الذكية ، فقد بيّنت دراسات علمية أن حالات الطلاق بين الأزواج تعود لأسباب عديدة اهمها الادمان على ارتياد شبكات التواصل الاجتماعي ، وحسب دراسات اخرى فإن مواقع  التواصل الاجتماعي وإدمان استخدام الهواتف الذكية ساهمتا في ٣٣٪؜ من مشاكل الأزواج التي تنتهي بالطلاق ، كما أن عدد طالبي الطلاق اصبح في الاونة الاخيرة يوازي ضعفي طالبي القرب والزواج  ، وهكذا فأنه اذا  كانت ايجابيات الهواتف الذكية كثيرة ، الا ان سلبياتها باتت اكثر مع تعلق الناس بها بشكل لا يصدق.

نقولا ابو فيصل ✍️