تم تطوير براءة اختراعها في العام 1946 بواسطة الكيميائي الاميركي "ايرل توبر " الذي قام بتطوير علب بلاستيكية من البولي إيثيلين لاستخدامها في المنازل لحفظ الطعام وإبقائه في اوعية محكمة الإغلاق ، وهذا المنتج عديم الرائحة، غير سام، يمتاز بالمرونة وخفة الوزن ، يتم استخدامه لتخزين وحفظ الأغذية طازجةً من خلال وضعها في الثلاجات العاملة على الكهرباء ، وفي البداية كان الطلب على هذا المنتج شبه معدوم في المحلات ، الى ان انضمت السيدة "براوني وايز" إلى شركة" تابر" وأدخلت مفهوم "بارتي" الجديد وحققت وايز نجاحاً باهراً لدرجة أن شركة "تابر " قامت بسحب جميع منتجاتها القديمة من محلات البيع بالتجزئة، ونتيجة لذلك أصبحت "بارتي" الشكل الوحيد الذي تقوم الشركة بتوزيعه وحقق هذا المنتج شعبيةً في أمريكا بعد انتهاء الحرب .
عملت "براوني وايز" في ديترويت من خلال موهبتها في حفلات استضافة ربات البيوت في ذلك الوقت وتقديمها لهن المنتج الجديد ، ونزعها من رؤوسهن فكرة تغطية أطباق الطعام المتبقي بغطاء من القماش ، مؤكدة لهن اهمية أغطية القفل الحاصلة على براءة اختراع والتي تصدر أصوات "التجشؤ " أثناء طرد الهواء من العلب البلاستيكية، وكانت علب التخزين بمثابة اكتشاف للمطبخ وقتها ، وكانت تقوم بتقليبها رأساً على عقب لإثبات عدم تسرب السوائل منها ، وإلقاء الأوعية البلاستيكية غير القابلة للكسر على الأرض كانت أجزاء نموذجية من العروض التي كانت تقدمها هذه السيدة المفعمة بالحيوية .
تواجه اليوم شركة "تابروير" الأميركية، المشهورة بتصنيع علب حفظ الطعام البلاستيكية الشهيرة وأدوات مطبخية أخرى وبيعها مباشرة للمستهلكين، مصيراً غامضاً بعدما أقرّت بأنّ لديها شكوكاً كبيرة حول قدرتها على مواصلة نشاطها ، الى ذلك فقدت منتجات "تابروير" بريقها وتراجعت مبيعاتها إلى النصف في السنوات العشر الاخيرة ، إذ انخفضت من 2.26 في العام 2017 الى 1.3 مليار دولار في العام 2022، فالعام ولفت نيل سوندرز، المتخصص في قطاع التوزيع في شركة "غلوبال داتا"، إلى أن منتجات "تابروير" لم تعد تحظى بشعبية كبيرة، خصوصاً لدى الشباب لانها لم تعد تقدم منتجات مبتكرة ، كما أنها فقدت الكثير من حصتها في السوق لصالح العلامات التجارية الأرخص التي يمكن الحصول عليها مباشرة في المتاجر
✍️ بحث نقولا ابو فيصل
