· 

كوكاكولا من مبيعات 8 أكواب يومياً الى 35 مليار ليتر سنوياً


‏‎ولد الصيدليّ "جون ستيث بمبرتون" في العام 1831 في مدينة أتلانتا  الاميركية ، وفي العام  1886 بدأ في صيدلية جَاكوب التي يملكها يخلط سائلاً معطَّراً بلون الكراميل مع مياه غازية فإذ به يحصل على مشروب لذيذ ، راح يبيع الكوب الواحد بسعر خمسة سنتات للزبائن الذين وجدوا فيه طعماً منعشاً ومميزاً ، وعمد محاسب الصيدلية "فرانك روبنسون" الى إطلاق اسم كوكاكولا عليه ،  بعد أن صمّم خطوطه بيده والتي لا تزال نفسها حتى اليوم ، وخلال سنة كاملة لم تتجاوز  مبيعات كوكاكولا التسعة أكواب يومياً ،  وفي العام 1888 توفي هذا الصيدلي قبل أن يشهد نجاح مشروعه ، وبعد ثلاث سنوات على وفاته باع ورثته الصيدلية لرجل الاعمال "آسا غريغز كاندلر"  بمبلغ 2300 دولار اميركي ، ‏و‎بفضل موهبته وخبرته التجارية تمكن من تحويل هذا الابداع البسيط إلى شركة ، وقام بتطويرها دون اغفال التسويق ، فقام بتوزيع قسائم مجانية لتذوق شرابه وعمد الى تزويد الصيدليات التي تبيع  شرابه المنعش بسلع دعائية من ساعات ورزنامات وموازين تحمل كلها العلامة التجارية كوكاكولا‫، 


وقد اعطت حملته الدعائية نتائج مثمرة وفي العام 1895 أصبح مستر كاندلر يمتلك مصانع لإنتاج شراب كوكاكولا في العديد من المدن الاميركية مثل شيكاغو ودالاس ولوس آنجلوس. وفي العام  1894 اقدم رجل اعمال  من ولاية مسيسيبي هو "جوسيف بيدنهارن" على تعبئة مشروب كوكاكولا في قنينة زجاجية وارسل عينات منها  إلى مستر كاندلر الذي لم يكترث للامر رغم ذكائه  ، ولم يكن يدرك يومها أن مشروب كوكاكولا سوف يحقق نجاحاً كبيراً  لدى تعبئته في قنينة زجاجية، وبعد خمسة سنوات تمكن  المحاميان بينجامين توماس وجوسيف  بيدنهارن من شراء  الحقوق الحصرية لتعبئة وبيع كوكاكولا بسعر رمزي هو دولار واحد ، وهكذا  قررت الشركة البحث عن  زجاجة يرغب الزبون شكلها ، واوكل لشركة"رُوت غلاس‫"في  بتير هوت في ولاية إنديانا لتصميم زجاجة يمكن التعرف عليها ولو في الظلام ، وفي العام  1916 بدأ  إنتاج الزجاجة المشهورة التي لا يزال يتم التداول بها حتّى اليوم ، 


 في العام  1900 لم يكن هناك سوى مصنعين لزجاجات كوكاكولا، ليفوق عدد المصانع بعد عشرين عاماً  الألف مصنع ولتشهد كوكاكولا نمواً سريعاً  في كندا وكوبا وبورتوريكو و فرنسا ، وفي العام 1923 اصبح روبرت وودرف رئيس شركة كوكاكولا خلفاً لوالده إرنست وآسا كاندلر حيث أمضى زهاء ستين عاماً متربعاً على  رأس الشركة لعبقريته في التسويق، واشرافه على توسع كوكاكولا عالمياً وتمكن من ادخال منتجه ملاعب الالعاب الاولمبية بالإضافة إلى ابتكاره افكار عديدة تمكن المستهلك من الاستمتاع بمشروب كوكاكولا داخل البيت أو خارجه، وفي العام 1941 دخلت الولايات المتحدة  الحرب العالمية الثانية ، ونتيجة لذلك تم إرسال آلاف الرجال والنساء إلى الخارج ، وتجندت كوكاكولا  لدعم الدولة  عبر إتاحة الحصول على زجاجة كوكاكولا لمن يرتدي الزي العسكري بسعر بخس جداً لا يتجاوز الخمسة سنتات في كل دول العالم  ، وبعد مبادرته هذه أرسل الجنرال إيزنهاور إلى الشركة طالباً الشروع في بناء عشرة مصانع جديدة ، وهكذا  تزايدت شعبية الشراب ، وبعد الهدنة أصبحت شركة كوكاكولا شركة عالمية ، قوية الركائز وتوسع نشاطها عبر العالم ، وتمكن مستر وودرف من تحقيق أمنيته بأن اصبحت زجاجة كوكاكولا في متناول الجميع.

بحث نقولا ابو فيصل ✍️