· 

بول اورفيلا وشركة فيداكس

نجاحات وابتكارات من العالم
نجاحات وابتكارات من العالم


ولد بول اورفيلا في العام 1947  لأبوين لبنانيين كانا يملكان ويديران مصنعاً في مدينة لوس أنجلوس الاميركية ، عاش حياته فاقداً القدرة الذهنية على التركيز حيث كان يعاني من مرض عُسر القراءة أو عمى الكلمات أو ديسلكسيا Dyslexia ، وهو بحسب رأي الاطباء مرضٌ يجعل الدماغ غير قادرٍ على فهم الحروف والكلمات مما يعيق القراءة والكتابة ، جاهد كثيراً في دراسته الابتدائية لكي يجتاز سنواته الدراسية لم يكن يحفظ أو يفهم الحروف الهجائية ، مما جعله يرسب في السنة الدراسية الواحدة مرتين ، تنقل في صفوف الدراسة عبر حيل جعلته يبدو وكأنه يعرف كيف يقرأ ويكتب، كما استعان بأصدقاء والده لكتابة فروضه المدرسية ، طردته عدة مدارس ومع ذلك ظل والداه يشعرانه أنه طفل عادي وليس غبياً أو معاقاً ذهنياً من خلال إشعاره أن المعرفة لا تأتي فقط من القراءة والكتابة.


أثناء دراسته أعتبره أستاذه انه عبقري وقد اعلن ذلك امام الجميع ، بعد أن قرأ كتاباته متجاهلاً الكم الهائل من الأخطاء الإملائية، والنظر الى الافكار التي قدمها لا الى تلك الاخطاء ،ومنذ ذلك الوقت بدأ رفاقه ينظرون إليه على أنه صاحب أفكار تجارية ثورية ، في العام 1970 أستأجر محلاً صغيراً مقابل جامعة كاليفورنيا وكان يضطر لوضع ماكينة التصوير في الممر أمام محله لصغر مساحته واسماه "كينكوز " نسبة لما كان يلقبه به رفاقه لانه كان صاحب شعر اسود متجعد ، وراح يبيع النسخة الورقية الواحدة مقابل 2.5 سنت ، بالإضافة إلى بيع القرطاسية بأسعار منافسة وكان محباً لتجارته ولزبائنه ولجميع العاملين معه، ويتمتع بنظرة ثاقبة جعلته يستغل الفرص السانحة ومنها دخول موظفيه لدار سكن الطلاب داخل الجامعات وبيعهم القرطاسية في غرفهم ، مما جعله يحقق ايرادات فاقت الالف دولار اميركي يومياً .


 في العام 1975 أفتتح الفرع الرابع والعشرين لمحلات كينكوز التي يملكها في كاليفورنيا بالقرب من جامعاتها ، من خلال توظيفه لطلاب جامعيين للعمل بدوام جزئي ، وكانت محلاته تعمل اربعة وعشرين ساعة في اليوم وبدون إجازات، ولم يكن يعتمد على تقارير العاملين معه، لذا كان يزور جميع فروع محلاته دورياً لمراقبة سير العمل وراحة الزبائن ،في العام 2000 قرر التقاعد  والعمل مستشارًا  ، وفي العام 2004 اندمجت شركة كينكوز المالكة لجميع محلاته مع شركة فيداكس العالمية FedEx والتي تجني ارباحٍاً سنوية تفوق مبلغ  الملياري دولار اميركي ، كما تمكن من تحقيق فرص عمل لأكثر من 23 ألف شخص في أكثر من 1700 مركز حول العالم ، وفي الخلاصة  نجد ان سر نجاح هذا الرجل تمثل اولاً في المثابرة , وثانياً في توفير البيئة السعيدة للعاملين معه مما جعلهم يحبون عملهم ، وأنعكس ذلك على العملاء الذين احبوا التعامل مع محلاته بسعادة ، وهذا ما جعل رئيس تحرير مجلة اميركية أن يختار محلات كينكوز كأفضل مكان للعمل في أمريكا لمدة ثلاث سنوات متتالية ،

وفي استضافة له في الجامعات الاميركية بهدف تشجيع الطلاب على دخول عالم الأعمال ،كان يؤكد لهم دوماً على ضرورة التركيز على مواطن القوة في داخل كل منهم لا على مواطن ضعفه،

بحث نقولا ابو فيصل ✍️