· 

الراجحي الملياردير العصامي الذي عاش فقيراً

نجاحات وابتكارات من العالم
نجاحات وابتكارات من العالم


‏‎وُلد سليمان بن عبد العزيز الراجحي في العام 1929 في منطقة القصيم في السعودية ، وكان الثالث بين أشقائه الأربعة الذين ولدوا في اسرة سعودية فقيرة ، ‎وسعياً وراء الرزق انتقل إلى الرياض في العام 1937 مع اخوته،  ومنذ طفولته كان يميل إلى التجارة، وكان صاحب عزيمة وهمة قوية في طلب الرزق ولا يتأخر في المحاولة أو التعلم والاستفادة من تجارب الغير ، تنقل الراجحي بين مهن عديدة ، عمل عتالاً وحارساً لبضاعة البائعين في السوق، عمل في البناء وغيرها من المهن التي أكسبته خبرة بطرق التجارة .

في العام 1945 انتقل سليمان الراجحي إلى مدينة جدة للعمل ضمن أعمال شقيقه الأكبر صالح، وليكون مسؤولاً عن محلٍ للصيرفة في جدة ومكة المكرمة ، ثم انضم الاخوان عبدالله ومحمد الى العمل واجتمع الاخوة الاربعة في تأسيس مصرف الراجحي في العام 1957 , وهو أول بنك إسلامي في السعودية وأحد البنوك الإسلامية الكبرى في العالم  , الذي أمتلك العديد من الشركات الزراعية والصناعية ومعظمها في قطاع الاغذية مثل الدواجن والأسماك، ولم ينحصر عمله في السعودية بل انتقل إلى دول عربية اخرى ، 


كان الهاجس الدائم لسليمان الراجحي وشغفه الدائم هو التجارب الناجحة واكتساب الخبرات في العديد من الاختصاصات من مختلف البلدان ، وخلال أعمال الصرافة التي كان يقوم بها تعامل مع مختلف المصارف العالمية ، مما ‎أثار قلقه بسبب الخوف من الوقوع في المحظورات الشرعية، خاصة بعدما اكتشف في العام 1972 دخول بعض الفوائد الربوية القليلة في حساباته، مما أكد مخاوفه ودعاه لمضاعفة البحث والتفكير للوصول إلى مسلك ومفهوم جديد ومنهج مبتكر يؤسس لعمل مصرفي إسلامي ، عرف عنه اجتهاده ونشاطه ومتابعته لدقائق الأمور بشغف، فقد كانت اجتماعاته تعقد في السادسة صباحا” كما صرح ابنه محمد لصحيفة سعودية.


‏‎دأب سليمان الراجحي منذ شبابه على حمل الزكوات ليوزعها بنفسه على البيوت المستحقة لها ، وتعرف خلال عمله على كبار رجال الأعمال الذين يعملون الكثير من الخير ، ولا يحملون هم الشح وجمع المال ، بل يرون أن المال الذي لديهم هو هبة من الله ليعينوا بها ذوي الحاجة ، فاتخذهم قدوة له ، بدأ بتحويل بعض عقاراته الى اوقاف،  كذلك  حول بعض الاسهم في شركاته الى الاوقاف ، متخذاً قراره بوهب ثلث ثروته للفقراء ، وأثناء البدء في عمل وتنظيم الإجراءات القانونية وبعد مشاورات مع العديد من أهل العلم والمشورة ورغبة منه في التقرب إلى الله؛ قرر بعد أن استشار كل عائلته أن يوزع ثروته بين الأوقاف الخيرية وأفراد عائلته خلال حياته ، ‎وقال في هذا الصدد في إحدى ندواته “أنا ضمن الوقف، وملابسي ستكفيني حتى الموت، لا أملك ريالاً واحداً بعد أن وهبت مالي لزوجاتي ولأبنائي وللوقف اليوم عمري 84 عاماً وما زلت أعمل 15 ساعة يومياً وأملك ذاكرة قوية ، تعددت المؤسسات الخيرية التي تحمل اسمه، وأهمها “مؤسسة سليمان الراجحي الخيرية”، "مؤسسة سليمان الراجحي الوقفية”وغيرها تبرع بثلثيْ ثروته للمشاريع الخيرية تاركاً الثلث الباقي لعائلته ، في حزيران من العام 2017 توفى رجل الأعمال السعودي سليمان بن عبد العزيز الراجحي عن عمر يناهز 97 عاماً

بحث نقولا ابو فيصل ✍️