· 

اليتيم الذي أسس امبراطورية


إسمه هارلند دافيد ساندرز، مؤسس كنتاكي ، ولد في العام 1890 ، عانت اسرته من الفقر والعوز بعد وفاة  والده وهو في سن الست سنوات ، تولى رعاية أخيه وأخته وتحضير طعامهما ، اتقن فن الطبخ وعشقه ، وهذا سبب الخلطة الشهيرة التي اخترعها لاحقاً ، أستمر في تحصيل علمه حتى تخرج من كلية الحقوق ، وعمل في فوج الاطفاء والجيش الى ان أشترى محطة لخدمة السيارات ، ولانه يهوى الطبخ ، فقد قام بتحويل غرفة في المحطة إلى مطبخ لبيع الدجاج المقلي والبطاطا ، وأشتهر المطعم سريعاً ، مما دفعه لتحويل المحطة إلى مطعم أسماه "كافيه ساندرز "

في الخمسين من عمره اكتشف طريقة لقلي الدجاج دون الحاجة للزيت ، وتميز  طعامه بجودة عالية ومذاق شهي مختلف عن طعم الدجاج في باقي المطاعم الأميركية آنذاك ، إلا أن طول المدة لإعداد الوجبات كان يُضيع عليه أرباحاً كبيرة ، لأن المسافرين ليس لديهم ما يكفي من الوقت للانتظار ثلاثين دقيقة  للحصول على طعامهم ،


 في العام 1940 تمكن السيد "ساندرز"  من تطوير مقلاة ضغط مبتكرة لقلي الدجاج ونجح في تقصير مدة إعداد الوجبات الى دقائق ، وتأكيداً لنجاحاته وريادته في عالم الوجبات السريعة نجح ايضاً في ابتكار ما يُعرف"الخلطة السرية" وهي عبارة عن خليط من 11 نوعاً من البهارات والتوابل ، وفي العام 1950 استبدل الطريق بجانب مطعمه بطريق جديد سريع ، مما اضطره للشروع في بيع تراخيص مطعمه وخلطته السرية لقاء عمولة قدرها خمسة سنتات عن كل قطعة دجاج يتم بيعها في المطاعم التي تعاقد معها بأسلوب الفرانشايز ،  ولكنه كان يصاب بخيبة امل إذ أنه خلال سنتين لم يستطع اقناع اكثر من خمسة مطاعم فقط بخلطته ، رغم اسفاره من ولاية الى اخرى من اجل بيعها ، الى ان قام بعدها بتأسيس سلسلة مطاعم دجاج كنتاكي ، والتي وصل عددها بحلول العام 1960 أكثر من 600 فرعٍ في الولايات المتحدة وكندا.


في العام 1964 باع ساندرز  شركته لمستثمر مقابل مليوني دولار اميركي ، وتناوب بعده ثلاثة مستثمرين ، الى ان اشترتها شركة بيبسيكو العالمية في العام 1990 ،ثم عمدت في العام 1997 الى عملية ترشيد النفقات ، وقامت بضم مطاعم كنتاكي إلى شركتها الجديدة لإدارة سلاسل مطاعم الوجبات السريعة تحت اسم "يام براندز"، والتي تضم اليوم:  دجاج كنتاكي ، بيتزا هات وهارديز وغيرهم، كما قامت بتغير اسم مطاعم كنتاكي من Kentucky Fried Chicken أو "دجاج كنتاكي المقلي" إلى KFC، وكان الهدف من ذلك هو التركيز على الوعي الصحي للزبائن ، وعدم رغبتهم في تناول أطعمة مقلية بالزيت عالي الكوليسترول، أو على الأقل عدم رغبتهم في رؤية كلمة "مقلي" وهكذا اصبحت سلسلة مطاعم كنتاكي الأنجح والاكثر انتشاراً وتوسعاً، حيث تعمل في تسعين دولة حول العالم وتمكنت من اجتياز أزمة انفلونزا الطيور بذكاء ملفت عبر الاستمرار في التوسع في دول جديدة .

بحث نقولا ابو فيصل ✍️