يُعتبر مصمم الأزياء الفرنسي"كريستيان ديور" من اوائل المبتكرين للملابس النسائية العصرية وقد عمل في الأزياء والموضة منذ صغره ، مما دفعه إلى تسجيل علامته التجارية "كريستيان ديور" التي ساهمت في تغيير وجه الأزياء والموضة بدءاً من الحرب العالمية الثانية لغاية اليوم ، وكان قد بدأ عمله خياطاً لدى بعض مصممي الأزياء المشهورين مثل "روبرت بوجيت ولوسيان لولونغ" وكان أول تصميم له بمثابة تحفة فنية لدرجة إن زوجات الضباط الألمان راحوا يتابعون تصميماته بعد إعجابهن بلمسته الفنية ، وتعتبر أول تشكيلة له هي التي حملت اسم "المرأة الزهرة" حيث أظهر فيها بوضوح جرأة وأناقة التصميمات ، واستمر في ابداعه لمدة عشرين عاماً ، وتحكم فى الموضة العالمية من خلال التصميمات غير التقليدية التي قدمها.
ومما لا شك فيه أن تصميمات ديور ساهمت فى جعل باريس عاصمة الموضة، وراحت تتوسع فى جميع أنحاء العالم مع إستهداف اسواق الولايات المتحدة ، على اعتبارها سوقاً كبيراً للأزياء والعطور حيث ان عطوره احدثت ثورة ايضاً مثل الملابس ، والذي اوكل الاهتمام بها لشقيقته التي استطاعت ايصالها للعالمية من خلال التطوير المستمر وتشكيلة العطور المميزة ، وبعد الأزياء والعطور ابدع في اطلاق مستحضرات التجميل وصولاً الى الاحذية ، الى ان توفي في العام 1997 حيث تولى "ايف سان لوران" و"مارك بوهان" مهام تسويق علامته التجارية "كريستيان ديور" وبدأوا فى وضع لمساتهم الفنية بشكل فريد ، وتزامن ذلك مع صعود نجم مصمم جديد هو "جون جاليانو" الذي استطاع ان يعيد تصميمات "ديور" المجنونة فى الخمسينات والستينات .
وعلى الرغم من وجود العديد من ماركات الأزياء فى العالم ، لكن "كريستيان ديور" لا تزال تعتبر الماركة المفضلة فى العالم ، ويعود سبب نجاحها الى الشغف والمثابرة في العمل اللذين ساهما في تعبيد الطريق امام صاحبها للوصول الى العالمية ، وهذا نموزج جديد للنجاح اصدقائي ، وسوف استمر في عرض نماذج وماركات وشخصيات نجحت في الوصول الى العالمية رغم الظروف الصعبة ابان الحرب العالمية الاولى والثانية ،ومما لا شك فيه ان حكومات دول هؤلاء المبدعين لم تنكل بهم ، اذا ما قلنا انها لم تحميهم وتساندهم كما حصل مع العديد من المبدعين في لبنان بعد أن صادرت الميليشيات السلطة وأوصلت هؤلاء الى قناعة بالهجرة .
بحث نقولا ابو فيصل ✍️