· 

‎شــركة تسويق مقرها غرفة النوم



‎ أنه رجل الاعمال البريطاني دومينيك ماكفي البالغ من العمر ثلاثة وثلاثين عاماً، والذي انضم باكراً لنادي اصحاب الملايين وهو في سن الخامسة عشرة ، وتعتبر قصته من أكثر القصص شهرة لدى المهتمين بمفهوم العمل الحر من خلال البدء بالعمل بإمكانيات متواضعة للغاية ،حيث أنه وبالصدفة وفيما كان يتصفّح الأنترنت بحثاً عن موقع شركة بطاقات الإئتمان العالمية (فيزا ، Visa )إلا أنه مثل أي شخص وإذا به يخطأ في كتابة الأحرف ليجد نفسه أمام شركة متخصصة في صناعة دراجات السكوتر التي تتميز عن الدراجات الأخرى بأنها أكثر مرونة في الاستخدام والطي ، ولانه في عمر المراهقة اهتم الفتى بهذه الدراجة وأعجبته كثيراً، ليستفيق من أحلام اليقظة  ، ويدرك أنه ليس لديه المال الذي يمكنه من شراء واحدة ، فكانت النتيجة أن أرسل للشركة رسالة مفادها أنه يريد دراجة له مجاناً، مقابل أن يقوم بتسويقها في بريطانيا لأنها لم تكن معروفة في بلاده .


‎ طبعاً رفضت الشركة الأميركية طلبه  وكان ردها بأنه إذا اشترى خمس دراجات فسوف يمنحونه السادسة مجاناً ، وكان العرض بالنسبة لدومينيك لا يمكن تفويته ، فقام بجمع المبلغ سريعا عبر الاقتراض من أسرته ، والعمل ساعات مسائية في مهن بسيطة، حتى استطاع جمع المبلغ ، وقام باستلام الدراجات الستة التي كان يحلم بها، ليبيعها خلال أسبوع واحد فقط  بأسعار مرتفعة ، ثم أرسل في طلب المزيد من الشركة التي أرسلت له دفعة من عشر دراجات جديدة، استطاع أن يبيعها ايضاً في وقت قياسي ، مما لفت انتباه الشركة  خاصة عندما بدأ يبيع الدراجات عبر الانترنت والاتصال بالهاتف ، كما أصبح يستخدم أسلوباً شبكياً عبر صداقاته في بيع الدراجات لأصدقائهم، وأنشأ موقعا إلكترونياً لبيع الدراجات، وقام بطباعة منشورات دعائية للمنتج يروّج له أثناء ذهابه إلى المدرسة عبر محطات مترو الانفاق.  

     

‎بعد عدة سنوات تبين أن مدينة لندن بالكامل قد تشبّعت بالدراجات التي يبيعها دومينيك حيث باع 7 ملايين دراجة تقريباً، ولمع اسم دومينيك ماكفي في الإعلام باعتباره "ملك الدراجات" وبات يملك ثروة تقدر بالملايين، وتم منحه عدة جوائز رفيعة من الحكومة البريطانية، واحتل المركز الثاني في قائمة أكثر ثلاثين  شخصية بريطانية من ناحية التأثير. وفي العبرة نجد أنّ دومينيك لم يخترع هذه الدرّاجة، ولم يكن لديه شركة تسويق عملاقة ، كل ما فعله هو أنه عمل وسيطاً من منزله لبيع هذه الدراجات بين المراهقين والشباب في بريطانيا بشغف ، وكانت النتيجة أنه حجز مقعده في لائحة أبرز روّاد الأعمال البريطانيين، فهل ما يقرأ يا شباب ؟

‎بحث نقولا ابو فيصل .