· 

ليست مجرد قهوة

من كتابي "نجاحات وابتكارات حول العالم "
من كتابي "نجاحات وابتكارات حول العالم "


‎ولد "هوارد شولتر" في بروكلين في العام 1953  وكان يسكن في مشروع الإسكان العام في حي "كانارسي" المخصص لاصحاب المداخيل المنخفضة ، لأن عائلته كانت فقيرة جداً ، وكان والده جندياً سابقاً وبدون عمل، وكانت اسرته تمر بصعوبات مالية ، وكان لذلك تأثيرٌ كبيرٌ عليه ، بدأ عمله في سن الثانية عشرة بائعاً للصحف والمجلات ، وبعدها عاملاً في مقهى محلي، تخرج من الجامعة في العام 1975 وحصل على بكالوريوس في الاعمال ، وكان الأول في عائلته الذي يحمل شهادة جامعية ، عمل ثلاث سنوات مديراً للمبيعات في شركة "زيروكس"للالات الطابعة ، بعدها عمل في شركة سويدية لبيع الاجهزة المنزلية ، وفي نفس الوقت كان يبيع مطاحن البن المحمص لزبائن شركة ستاربكس 


‎عمل مديرا للتسويق في شركة ستاربكس لبيع القهوة براتب شهري يعادل نصف راتبه في عمله السابق في الشركة السويدية ،ربما كان يخطط لشيئ ما ! واضعاً نصب عينيه ان مستقبل ستاربكس كبيرٌ ، وفي العام  1983 زار "هوارد" ايطاليا ، وعاد بوصفات لاتيه وكابتشينو ، ساهمت في رفع مبيعات ستاربكس ثلاثة أضعاف، ولفت انتباهه جيدًا  مفهوم المقهى الايطالي ، وأقترح على رئيسه  إنشاء شبكة من المقاهي لستاربكس لكنه رفض اقتراحه بشدة ، ولأنه كان مصمماً على فكرته، طلب الاستقالة من الشركة ليفتتح في العام  1986 مقهى صغيراً  أسماه "إيل جورنال"  وقد حقق  نجاحاً كبيراً ، وبعد حوالي السنة عرض أصحاب "ستاربكس" الشركة للبيع بسعر اربعة ملايين دولارٍ أميركيٍّ ، مما دفعه للاقتراض من المصارف الاميركية بعد اقناعهم بأهمية هذا  الاستثمار المضمون ،  وفعلا تم تمويل مشروعه وأصبح المالك والمدير الوحيد لستاربكس ، عمد بعدها الى دمج "إيل جورنال" ضمن ستاربكس


‎تفوق ايرادات شركة ستاربكس السنوية ثلاثة مليارات دولار أمريكي ، ويبلغ إجمالي عدد الموظفين العاملين فيها حول العالم أكثر من 238 ألف موظّفٍ ، مع تجاوز  عدد محلات ستاربكس  24,464 فرعاً في 72 دولة ، في العام  1992  طرحت أسهم ستاربكس في بورصة نيويورك بسعر أربعةَ عشَرَ دولاراً  للسهم الواحد ليتجاوز سعره  الثلاثة والثلاثين دولارًا في ساعة الاقفال خلال يوم واحد ، ويعود سبب نجاح "هوارد شولر"الى الجودة، والعمل الجماعي المنظم اضافة الى ثقته بفريق عمله، وحبه للتوسع وإيمانه بفكرة التدريب المستمر للعاملين لاعطاء انتاجية افضل .

بحث نقولا ابو فيصل ✍️