· 

بين خسارة الوطن في الحياة وخسارة الحياة في الوطن

من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 5
من سلسلة كتب “عن لبنان لماذا أكتب “جزء 5


في نظر مَن يحب وطنه فأن فكرة خسارة الوطن تقضي على رغبته في الحياة ، والاستمرار في مجاراة الواقع الاليم ، كما أن منطق الحرية يعتبر الموت رفاهية مطلقة خاصة عندما تصبح العبودية والظلم هما الحل ، وفي كل الاحوال فالموت هو الثابت الاكيد ! واذا كان أغلى ما يملك الانسان في الحياة هو الوطن ، فأن كل خسارة يمكن ان تعوض عدا خسارته لوطنه ، وكيف اذا كان الوطن أسمه لبنان !؟ 


ومن خسارة الوطن في الحياة الى خسارة الحياة في الوطن ، وهنا بيت القصيد في مقالة اليوم والمشكلة المعضلة ، حيث يمضي العمر وتُعلّمنا الأيام أن الحياة مليئة بما لا تتوقع ، وعلينا أن نكون على الدوام مستعدين لقبول مشيئة الله ، وندرك ولو متأخرًا أن كل خسارة يمكن أن تعوض عدا خسارة النفس ، فأعظم أستثمار هو الذي يستثمره الانسان في صون ذاته ، وكلما كان ممتلئًا بالايمان والامل فأن الحياة تطيب له وتجود عليه بالنعم..


وخسارة الانسان للحياة لا تكون دوماً بخروج الروح من الجسد ،بل يمكن ان تكون بخسارة الكرامة في الوطن، ومن المتعارف عليه أن الحياة ربح وخسارة ، ومن الطبيعي أن يخسر الانسان أشياء كثيرة  من مالٍ وارزاقٍ  وأحباءٍ ، لكن المصيبة بنظري هي عندما يفقد الأمن والأمان في وطنه ، فالأوطان مثل أحضان الأمهات لا تعوض أبداً ، هكذا خسارة الوطن فهي لا تعوض .


واذا كان لبنان مثل طائر الفينيق لا يموت ، فأن لبنان الذي عرفناه مات "وشبع موت" ولروحه السلام ، ولكننا ننتظر ولادة لبنان جديد حيث لا خوف ولا مذلة ولا استقواء بالقريب والبعيد  "ولا شبعان يفت للجوعان " ولا "المسامح كريم " لسلطة حاكمة شريكة حزب المصارف اللبنانية الذين نهبوا  جنى عمر المواطنين اللبنانيين والعرب ومدخراتهم وتعويضاتهم ، وصولاً الى الانهيار المالي والاقتصادي الكبير عبر تطبيق هاتفي معلوم المصدر والمشغل يتلاعب على مدار الساعة في سعر صرف الدولار مقابل العملة الوطنية التي أصبحت فاقدة للقيمة ولا قوة شرائية لها  .

نقولا أبو فيصل ✍️