· 

بين المغبوط والمغبون… والحسد

 

 

الغبطة هى السعادة والحبور  والمسرة وكلمة غبطة في العبرية هي" أشير " وهى مستخدمة فى (مزمور 41 : 2 ) ، (أمثال 3 : 18 ) ولفظة غبطة أو مغبوط في العهد الجديد هي ترجمة الكلمة اليونانية "مكاريوس " وهي نفس الكلمة المترجمة " طوبى " في العديد من المواضع ، ولفظ  غبطة لقب يطلق على بطاركة الكنائس المختلفة ، فنقول : غبطة البطريرك أي صاحب الغبطة أو الطوباوي ، ويقول الكتاب المقدس  "مغبوط هو العطاء اكثر من الاخذ  (سفر اعمال الرسل 20: 35) 

 

ويقول الإمام علي بن أبي طالب: إن المغبون هو من غَبن عمره والمغبوط هو من أنفذ عمره في طاعة ربه" أما الجاحظ في رسائله فيقول "مَن كان غدُه خيراً من يومه هو السعيدُ المغبوط"  ، والغبط أن يرى الانسان المغبوط في حال حسنة، فيتمنى لنفسه ذلك من غير أن يتمنى زوالها عن غيره، والغبن أن يبيع الانسان اشياء نفيسة بأثمان بخسة مثل الذي يضيع وقته في أمور الدنيا ، بعكس المغبوط الذي يعمل لارضاء ربه ، وهناك نعمتان مغبون فيهما الانسان هما : الصحة والوقت ومن استعملهما في طاعة الله فهو المغبوط، ومن عمل عكس ذلك فهو المغبون ، وهكذا فأن المغبوط هو من يلفه الله بعطفه وحنانه والمغبون من لا يشعر بنعمة وجوده.‏

 

أما الحسد فهو  أن يشتهي الانسان أن يكون له ما هو للشخص المحسود، وأن يزول عنه ما هو فيه، وهو شعور عاطفي بتمني زوال قوة أو إنجاز أو ملك أو ميزة من شخص ما والحصول عليها ، وقد يكتفي الحاسد بالرغبة في زوالها من الآخرين،وهو بخلاف الغبطة فإنها تمنّي مثلها من غير حب زوالها عن المغبوط ، وهكذا فأن الفرق بين الحسد والغِبطة هو أنه إذا أنعم الله على غيرك بنعمة وأردت زوالها عنه فهذا هو الحسد، أما اذا تمنيت  ان يكون لك نظير ما له من غير ان يزول عنه فهذه هي الغبطة ….ومغبوط كل واحد منكم أحبه الله ايها الاصدقاء ! 

نقولا ابو فيصل ✍️ ‏