· 

بين الزعرور والنقولات… والمثل الشعبي


الزّعرور هو شجر مثمر يعيش في دول حوض البحر الأبيض المتوسط  ، ثماره حمراء وصفراء أحياناً , وفيه نواة صلبة مستديرة وهو إذا نضج كثر فيه الدّود، ومن يشتريه يرمي أكثر من نصفه بعد تلفه، لذا فإن ثمنه زهيدٌ جداً وإن وجده الناس اشتروه، وإن لم يجدوه لا يطلبونه ، وبالخلاصة فأن الزعرور ثمر تافه لا يُغني بائعه ولا يحزن الشاري لعدم توفره ، ويُضرب به المثل عندما ينضمّ الأمر التّافه إلى الأمور الأساسيّة .


إضافة إلى ذلك فإن الزعرور هو صفة للرجل القليل الخير والسيء الخلق، فيقال: رجل زعرور ورجال زعارير ، وحين ينضمّ هؤلاء الزعارير إلى جماعة الاوادم ، كما الحال عندنا منذ ثلاثين سنة في مؤسسات الدولة اللبنانية والمقرات الحكومية كانوا يقولون “كِملِ النُقُل بالزعرور”وقديماً كانت أمي عند ظهور بعض جهابذة السياسة اللبنانية الغير مرغوب باطلالاتهم الاعلامية الكثيفة وقتها حيث كان أحدهم يدلي بتصريح سخيف أو خارج عن المألوف تقول "اكتمل النقل بالزعرور"، بما يعني أنه لا يكفينا جملة الآراء المضحكة التي يطلقها هذا السياسي الغبي الذي انتقلت عدواه الى كثيرين من أهل الحكم في دولتنا الفاشلة الذين يقال   عنهم مع كل تصريح "نطق بدري وشرح صدري" وأصدر تصريحاً "زاد الطين بلة "وزاد جنوناً على حفلة الجنون القائمة أصلاً.


 ويروى قديماً إنّ التجار كانوا يشترون الزّعرور بعد الانتهاء من تحميل بضائعهم، ويُحكى أن التاجر قديماً كان يكمل حمّل العربة الخاصة به أو دابته بالزعرور، والنُقُل بالعامية تعني: ما يُحمل على ظهر الحمار أو العربة وهناك أيضًا ما يعرف بالنُقل او بالنُقُولات مثل الفستق الحلبي والتمر والحمص المشوي أو المملح "القضامي "والبذورات مثل اللوز والجوز وغير ذلك، وإذا أضيف لهذه النقولات نوع تافه لا يعجب التجار وقتها  كانوا يقولون : “كِملِ النُقُل بالزعرور”.

نقولا أبو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0