· 

بين تكريم مريم وعبادتها … عذراء يا أم الله


‎التكريم العظيم للعذراء مريم الممتلئة نعمةً، الدائمة البتولية والكلية القداسة واجب علينا نحن المؤمنين بصفتها والدة الاله طبعاً ،  وهي القائلة “ها أنا أمَةٌ للرب” فهي أَمَةُ الله ، ومع أنها ولدته بالجسد إلا أنها تبقى أمته تصلّي إلَيه وتتضرع ،   من هنا نحن نكرّمها كوالدة الإله تكريماً لا عبادة ، نعظّمها كثيراً ونطلب شفاعتها ولا نقدّم لها العبادة ، عظَمَتُها في الثمرة التي انجبتها للعالم ، من هنا لا تُكتب ايقونتها بمفردها في الكنيسة الأرثوذكسية، بل وهي تحمل الطفل يسوع بين ذراعيها: “قامَتْ الملكة عن يمينكَ” (مزامير 9:45)وهذا المجد والبركة التي اكتسبتهما العذراء يعود لأمومتها


‎ يقول لوقا القديس عن زيارة مريم العذراء الى اليصابات وعن سلامها الذي فعل فِعلَه، إذ ارتكض الجنين (يوحنا المعمدان) في بطن أليصابات وامتلأت من الروح القدس. “وصَرَخَتْ بصوتٍ عَظيمٍ” فصرخت بصوت معظيم مُعلِنةً على الملأ: “مُبارَكَةٌ أَنْتِ في النِّساءِ ومُبارَكَةٌ هيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ” ، لذلك حين نمدحها نسميها مباركة بالروح القدس لأنها تحمل “ابن المبارَك”. ورغم  أن الكنيسة لا تعترف الا بالسيد المسيح مخلصاً ، فإنها توجِّه ايضاً الدعاء إلى العذراء مريم وتعلمنا أن نقول في صلواتنا لها  : “ايتها الفائق قدسها والدة الإله خلصينا" وذلك ليس لأن مريم تملك الخلاص وتمنحه، بل هو منحة إلهية، ولكن لأن مريم بشفاعتها عند الله، يمنحنا الله بصلواتها وتضرّعاتها الخلاص.


وهكذا نجد أن الفرق بين التكريم والعبادة هو أن الاول يقوم على تقديم الإكرام والإحترام والخضوع لشخص تقديراً واحتراماً له ، أما العبادة فهي محصورة بالله وحده ، الإله الحق غير المتناهي في الكمال والقداسة . والإكرام إما أن يكون عادياً حين يُقدّم للقديسين والملائكة لأنهم الاقرب الى الله ، وإما أن يكون فائقاً يفوق إكرامهم  وهو محصور بوالدة الاله مريم العذراء وحدها لانها تفوق جميع الملائكة والقديسين بالنعمة والكمال والمجد ، كيف لا وهي القائلة "لأن القدير آتاني فضلاً عظيماً قدّوسٌ اسمه " (لوقا ١: ٤٩)

بحث نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0