· 

بين الروح والنفس … والموت والبقاء


 يقول أفلاطون أن الروح هي جوهر الإنسان وكينونته ومحرّكه، وهي خليط من النفس والعقل والرغبة ، وبذلك  نراه يُمجّدُ الروح ويحتقر الجسد ، بل يعتبره مصدر العمى والتشويش لأنه يعتمدُ على حواس الانسان الخمسة،  أما الروح فإن أساسها عقليٌّ بإمتياز، من جهة اخرى يخالف أرسطو معلّمه خلافاً كبيراً ويطرح فكرةً جديدة لم يسبقه إليها أحدٌ من الفلاسفة حين يصف الجسد بأنه آلةً تملكُ أدواتِ النطق ، ويصف الروح بأنها نفسٌ تفكّرُ ، كما يعتقد أرسطو أن الروح هي مركز الوجود ، وبذلك يكون قد جمع الروح مع الجسد ولم يعتبر وجودها مستقلاً.


حين نصلي في المسيحية نقول : "يا رب طهر نفوسنا وأجسادنا وأرواحنا". ونردد اثناء المناولة "طهارة لأنفسنا وأجسادنا وأرواحنا" كذلك فأن الاباء النساك يفرقون في السلوك بين مستويات الجسد والنفس والروح ولذلك يقول القديس بولس الرسول "ولتحفظ روحكم ونفسكم وجسدكم كاملة بلا لوم عند مجيء ربنا يسوع المسيح "وبذلك يكون قد أتى على ذكر الروح والنفس والجسد ، الى ذلك يتحدث القديس يهوذا في رسالته ، فيقول عن الأشرار إنهم "نفسانيون لا روح لهم" (يه 19).. أي أنهم يسلكون حسب أهواء النفس وليس حسب الروح.


ويقال إنّ الروح لا تسمى روحاً طالما  هي داخل الجسد، ولكن إذا خرجت منه سمّيت روحاً ، والروح هي روح الله وحده، وبالتالي لا يصدر منها إلا أفعال الخير , أما النفس البشرية فهي مرتبطة بالأجزاء الماديّة من الحياة فإذا مات الإنسان انقطعت ، بينما الروح ترتبط بالإنسان منذ ولادته حتى وفاته وفي الحياة الآخرة، فيقال بأنّ أرواح الموتى تتلاقى وتتعارف، وتشعر بما يجري حولها، اشارة اخيرة الى ان الحيوان ليس لديه روح بل نفس حيّة وهي تموت مع موته ، ‏أمّا الإنسان فأن نفسه العاقلة تموت بموته ، اما روحه الحية فهي تبقى بعد الممات .

بحث نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0