· 

بين المواجهة والهروب حكمة


يتعرض الانسان في الحياة لمواقف عديدة تضطره على أخذ قرارات حاسمة فلا يتركها عالقة ، وفي غالب الاحيان يتجه البعض الى ترك الامور تسير على ما تقرره الاقدار دون إتجاه ودون مواجهة، وقد يجد البعض الهروب هو الحل لأن المواجهة تتطلب الوضوح والصراحة والتعامل بشفافية ، ويبدو أن كثيرين لا يمكنهم  أن يكونوا كذلك لأنهم ليسوا مؤهلين لها ، ويبقى أن نسأل القارئ أيهما تختار المواجهة ام الهروب؟ الهروب من المواجهة ام الهروب من المشكلة؟ وهل الهروب هو ضعف أم حكمة ؟ وهل المواجهة هي قوة وثقة بالنفس؟ والواضح أن الانسان في عمر النضوج يعلل صراحة الهروب بأنه ليس ضعفاً بالضرورة بل حكمة بعدم المواجهة. 


والقدرة على البدء من جديد بعد كل هروب او بعد كل مواجهة تكاد تكون بمثابة التوبة بعد المعصية ،والنجاح بعد الفشل والأمل بعد اليأس ،والإقدام بعد التردد، والاعتذار بعد الخطأ، والحماس بعد الفتور وهي خير  إستسلام يسكن في النفوس  ، وعندما يتألم الانسان من وضع عاطفي روحي ، نفسي ، مادي أو وظيفي فقد لا يرغب في المواجهة ويلجأ الى الهروب بحثاََ عن متعة قصيرة أو يصاب بإحباط كبير لانه يخشى الخروج من حلقة الوهم والمواجهة  لكن ما يجب عليه أن يدركه هو أن في داخله قوة كبيرة وقدرة تَحمل عظيمة وحباً عميقاً للحياة ، لذا يجب عليه أن لا يهرب من المواجهة .


وفي هذا السياق يقول ديستوفيسكي: ‏"ادركتُ أنني شخص قوي حينما صبرتُ على أمرٍ ما ، في كل يوم وفي كل ليلة كان يبترُ شيئاََ من روحي" وهكذا نحن نتألم ننزف ثم نشفى ونبدأ من جديد لذلك يجب عدم تأجيل الاعمال وتنفيذها دون تردد  ، وقطع العلاقات المؤلمة مع  الاشخاص الذين يتسببون بالالم واخراجهم من حياتنا والتخلص من الهمّ الذي يثقل علينا والتضرع الى الله ان ينير لنا طريقنا.

نقولا أبو فيصل ✍️