بعد ان حكم هيرودس انتيباس الوثني الجليل وشرق الاردن وهي ربع ما ورثه من هيرودس الاول، وأنفق مبالغ كبيرة من المال على مشاريع البناء والمعابد وازدهرت دولته وتمت الإشادة بأعماله وأطلق عليه لقب "أعظم بانٍ في التاريخ اليهودي" هو نفسه كان شريراً وأمر بقتل أطفال بيت لحم عندما علم بمجيء ملوك المجوس ليسجدوا للطفل يسوع المولود فيها ، سائلين "اين المولود ملك اليهود جئنا لنسجد له فسال هيرودس عظماء الكهنة والكتبة اين يولد المسيح فقالوا في بيت لحم “وانت يا بيت لحم ارض يهوذا منك يخرج الوالي الذي يرعى شعب اسرائيل" (متى 2)
وعلى ارض الأردن في منطقة مكاور قرب مدينة مادبا ، طلبت سالومي ابنة هيروديا رأس يوحنا المعمدان من زوج أمها الملك هيرودس حيث كان يوحنا قد رفض ان يعاشرها وتحدث عن مجونها ، فكرهته وانتقمت منه فاستجاب الملك لطلبها بعد أن رقصت له وأمر بسجن يوحنا ثم بقطع رأسه وتسليمها اياه ،وقد أراد هيرودس أن يكتم أنفاس الحق ويقيد الكلمة بالسجن والقيود والسيف، حتى ان الله قد عاقبه عند موته بأبشع عذاب لدرجة أنه اراد الانتحار لاكثر من مرة ليتخلص من آلامه، ومع يسوع نردد كم كان خير للمسيحية لو لم يولد هكذا حكام (مرقص 14)
واذا كان هيرودس قد قتل كل اطفال بيت لحم حفاظاً على موقعه وسلطته وخوفاً على عرش ملكه من طفل مولود ملك ،فكم من "هيرودس" اليوم يقتلون اطفال لبنان حفاظاً على مكتسبات حصلوا عليها عبر استغلالهم السلطة ، الشبه كبير بين هيرودس وحكام اليهودية وحكام لبنان ، هيرودس خاف على عرشه فقتل اطفال بيت لحم ، وخاف حكام اليهودية على مناصبهم فصلبوا المسيح ، وخاف زعماء لبنان على مراكزهم فقتلوا شعبهم ، وها هم حكام لبنان يرقصون أمام شعبهم كما رقصت إبنة هيروديا أمام هيرودس ! انصحهم بقراءة التاريخ ليروا نهاية هيرودس علّهم يتعظون !!
نقولا ابو فيصل ✍️