· 

بين الاختلاف بالرأي والاختلاف بالتعبير لا خلاف

من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب "جزء ٤
من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب "جزء ٤


الاختلاف بالرأي لا يفسد الصداقة بل يُنمي العقول وهذه حقيقة يجب ادراكها، أما في لبنان فأن الاختلاف بالرأي أفسد كل شيئ  , رغم أن الاختلاف أمر مُعتاد وطبيعي جداً ، اما ان تفرض رأيك على الجميع فهذا لا يجوز ، ولكل المختلفين أقول: لا اعتقد أن خلافاتكم هي لمصلحة لبنان ، وإذا كان كذلك بادروا الى الاجتماع لحلها لأن لبنان وشعبه يستحقان التضحية والتوافق والمصالحة لبناء الوطن ، مع الجزم والتأكيد أن كل خلافاتكم هي لأهداف ومصالح خارجية .


وها هي المثالية "والعفة"  البعيدة عن الواقع لبعض التيارات السياسية في لبنان تفقد مصداقيتها بعد الاختبار  فالمبادئ التي كانوا ينادون بها كانت "كلام بكلام" والشخصيات الاسطورية التي حلمنا بالخلاص على ايديها كانت من ورق اصحابها لا يدرون ،وهكذا فأن سياسات الشعوب تبنى على المصالح حيث لا مكان للديمقراطية في قاموسهم ، جميعهم لا يقبلون النقد ويعتبرون أن من لا يصفق لهم هو ضدهم ! أنهم أناسٌ لا يُقدّرون الاختلاف ويعتبرونه خلافاً وبفضلهم صرنا أناساً نعيش حاضراً أليماً تكملة لتراكم الماضي السيئ الذكر !


الاختلاف في الرأي ليس خلافاً وربما جميعنا لدينا اهتمامات واحتياجات ونوايا مختلفة، فالاختلاف ليس بالأمر السيئ ، ويجب اعتبار ذلك ظاهرة إيجابية وطبيعية ، ولا يجب أن يؤدي الخلاف إلى معركة وتصادم، والفرق بين الاختلاف والخلاف هو في النتائج التي تكون سلبية في بعض الأحيان ، ويمكن أن يكون الصراع بناءً وليس هدامًا ، ويمكن أن يؤدي إلى خلاف هادف ونتائج إيجابية ، فالطريقة التي يدار بها الصراع تحدد النتيجة !وحبذا لو نجري تقييماً لتحديد الربح والخسارة عشية فك الحصار المالي والاقتصادي عن لبنان الذي دام الف يوم ! بالطبع حساب الخسارة كبير جداً وحساب الربح الوحيد هو أن قلبنا لا يزال ينبض حباً وطموحاً للوطن اللبناني الذي لا يزال دمه يجري في عروقنا ، والايمان عندنا بديمومة لبنان تعادل الايمان بالله الذي لن يغمض عينيه عن هذه الارض المقدسة.

نقولا ابو فيصل ✍️