· 

بين إنسان تزرعه بالوفاء يقلعك بالغدر… هزلت

من سلسلة كتب"عن لبنان لماذا أكتب" جزء ٤
من سلسلة كتب"عن لبنان لماذا أكتب" جزء ٤


بعد البحث والتفحص عرفت أن أصل هذا القول  هو من فلسطين وتفسيره أن  "كل شئ تزرعه ينفعك الا الانسان تزرعه يقلعك " وهكذا نجد من حولنا كل الاراضي التي نزرعها تأتينا بالثمار ، نحفر في الصخور تتفجر المياه ، نطعم كلباً يحرسنا طوال حياته ، إلا الإنسان نزرعه بالوفاء يقلعنا بالغدر ، وطالما أن البشر مستمرون في التقاتل على هذه الارض فإن إبادة بعضهم بعضاً واقتلاع بعضهم لبعض أمر حتمي وبات مسألة وقت وطالما استمر البشر في طبيعتهم المدمرة والوحشية للكائنات الحية ، فانهم لن يعرفوا السلام في حياتهم ، فمن يزرع بذور القتل والألم لا يستطيع أن يجني فرح الحب .


يقول "ديلان ويليام موران" وهو كاتب كوميدي أيرلندي وممثل وفنان وشاعر اشتهر بكوميديا ​​المراقبة : " سوف يقتلك الناس مع مرور الوقت عبر تردادهم لعبارات صغيرة مؤذية "، لذا كن واقعياً ، فأن سماعك لكلام من هنا وهناك قد يقتلك من الداخل ، لكن عليك أن تتصرف وكأنك لا تهتم! شخصياً تعلمت من المسيحية ما يكفي من الصبر لتحمل قلة الوفاء واليأس والالم النفسي ، تعلمت من الايمان المسيحي ما جعلني أشعر بالأمان ، سوف أستمر وفياً لمن حولي إلى الأبد إذ أن وجود الله في حياتي علمني التسامح ، ولا يزال الكتاب المقدس صديقي الوحيد الذي لديه القدرة على تحسين مزاجي عندما تسوء الأمور. 


واذا كان في قلوبنا ما لا يحكى ، وفي صمتنا ما لا ينطق ، هكذا الحال اليوم مع الذي يجني الثمار وهو لم يزرع البذور ، يجمع المحصول دون تعب ، يتحدث بالفضيلة وهو بعيد عنها ، يحاضر  في الصدق والاستقامة وهو كاذب لم يسمع بهما من قبل !وأذا كانت النصيحة "بجمل" في الماضي لهذا الرجل أقول : إياك ان تكسر في حياتك شخصاً ، وأن تخذله حتى يسقط في عيون من حوله ، فأنه سيأتي يوم ينظر فيه اليك نظرة ازدراء  وكأنك لم تكن يوماً في حياتك ذي شأن  ، حذارِ ان تعود تستنجد من شخص اسأت له ، وهكذا فأن الانسان قد يجمع في حياته المئات من الاصدقاء لكن لا احد منهم يُقارن وفاؤه بوفاء صديقٍ واحد في دقيقة واحدة !

نقولا ابو فيصل ✍️