· 

بين الموروث والمقتبس ومقاومة الجهل


بعد أنتهاء جائحة كورونا  COVID-19 هل لنا أن نقر أن كل شيء تقريبًا في هذا الشرق الملعون عبر العصور هو موروث أو منسوخ من الغرب ؟ ومثال ذلك جميع الانظمة والقوانين ونظام التعليم وصولاً الى نظام الاستشفاء والرعاية الصحية وما إلى ذلك ، وهذا ما أدى إلى نتائج عكسية تبدأ من  تكاسل وزراء التربية الاشاوس في العالم العربي بعدم تنميتهم البحث العلمي في المدارس والجامعات العربية بأستثناء مبادرات متواضعة لبعض الاساتذة الجامعيين والطلاب وأنتهت بما نحن عليه ننتظر من يصنع لنا غذاءنا ، على كل حال ليس الوضع في الغرب افضل  بكثير هم ايضاً تعرضوا  للفشل في ايطاليا مثلاً وغيرها من الدول الاوروبية حتى في الولايات المتحدة وكندا  بسبب فجوات في نظام معيشتهم ومجموعة الأفكار التي كانوا يسعون لنقلها وتعليمها للآخرين.


في المقلب الاخر يقر العديد من العلماء في الغرب أن الأفكار التي ورثوها عن الإغريق القدماء هي أساس الثقافة الغربية ويجب الحفاظ عليها بأي ثمن ، كما أنهم يعترفون ايضاً أنهم ترجموا ونسخوا وحفظوا نصوص أرسطو مثلاً ، ثم قاموا لاحقاً بإستخدامها ، ولم يتمكن الكثير من المخترعين من الوصول إلى حيث هم اليوم من خلال كونهم أذكياء فقط بل لانهم إستندوا ما فعله الآخرون قبلهم حتى أصبحوا علماء ، بدورهم في الغرب فأنهم حافظوا على التقليد اليوناني القديم  وأبقوه على قيد الحياة ، كما أن جميع البيروقراطيات الغربية الحديثة ترجع تاريخها إلى بلاد فارس القديمة وبالطبع  إلى اليونان .


وهكذا نجد أن الاساس هنا ليس من اخترع الأشياء ولكن من استخدمها بشكل منتج ، والعرب بالتأكيد بادروا وكان لهم اكتشافاتهم واختراعاتهم مع الرازي وأبن سيناء وغيرهم … وقبل الاوروبيين بكثير ، وهكذا نجد انه في كثير من الأحيان يتم توريث الثقافات أو نسخها ، لكنها تتطور بمرور الوقت وتخضع للمتغيرات ، نأخذ مثالاً اخر  هو نيكولا تيسلا الذي ورث ونسخ ما فعله "تارتاريا العظيم"  في الطاقة المتجددة نعم كانت الطاقة المجانية تشكل جزءًا كبيرًا من العالم القديم، وعليه يكون بحكم الحلال على الجيل الجديد المبدع ترشيح وتبني وتعديل القيم الإيجابية من اي حضارة أتت.

نقولا ابو فيصل ✍️