· 

بين راحة البال والثمن الباهظ

لم أكن اعلم يوماً ان ثمن راحة البال سوف يكلفني خسارة كل هذا العدد من  الاصدقاء من حولي ، وراحة البال لم تكن يوماً غايتي ،  والثمن كان صبراً  وتغافلاً  في كثير من مراحل حياتي حتى صار  يمثل أهم طموح في حياتي ، وهكذا نجد في الحياة أن لكل شي ثمن  ، أما بالنسبة للمواطن اللبناني فأن راحة البال والأمان ثمنهما البعد عن الوطن ، وفي الماضي كان اللبنانيون يسافرون لجلب المال وللهرب من الفقر ، اما اليوم فأنهم يسافرون حفظاً للكرامة  ، ورغم أن اللبناني لا تزال روحه معلقة بتراب وطنه متل خيط مشبّع بالدم فإنه بوجوده يبقى الوجع دائماً واذا قطعناه نموت معه احياء بلا كرامة .

 

كما أن ثمن راحة البال هو أكتساب إيجابيات الاخرين وتجنب سلبياتهم فإن الأشياء التي تزعجنا في الآخرين هي الدروس التي يجب أن نتعلمها بأنفسنا دوماً ، وهكذا فأن خروج بعض الناس من حياتنا هو نعمة تستحق أن نشكر لله عليها ، لانه لا يعادلها ثمن كما أن اغلب الناس الذين ينعمون اليوم براحة البال لم يتمكنوا من  الوصول الى هذه المرحلة بسهولة، وربما عاشوا اياماً صعبة وخذلهم اقرب الناس لهم ودفعوا  ثمن راحة البال وثمن الايام الجميلة من حياتهم الخاصة .. ولأن سعادة السفير جان معكرون ارادني أن أكتب وأشرح مصدر راحة البال عندي ،له اقول على مسمعكم "بأنه سيأتي اليوم الذي سوف يشكر فيه الدكتور معكرون نفسه على عدم الاستسلام" في مواجهة الانهيارات الكبرى والفوضى التي سبقت جميع التغيرات العظيمة ، وإذا كنت تريد أن تبقى سعيداً صديقي أنصحك أن تدع ما حصل بالأمس في الأمس ولا تأخذه معك الى الغد ، كيف لا وانت العظيم في عين نفسك وفي عيون كل الذين عرفوك وأحبوك وأنا منهم ، رغم صراحتك الصادمة أحياناً وصدقتك النادر في أيامنا …وانت في اللحظة التي تَتقبّل بها كل شيء ، حتى الآلام سيُفتح لك الباب وتأتيك راحة البال ، تذكر كلامي .! نقولا أبو فيصل

Write a comment

Comments: 0