· 

بين البطي والرهوان فك حزام

 ‎من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب” جزء ٤
‎من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب” جزء ٤


 مشاكل لبنان الاجتماعية حدث ولا حرج  , ويمكن كتابة المزيد من الكتب والمجلدات عن المعاناة والقهر والألم التي يعيشها هذا الشعب المسكين وأنا منه ، خاصة عندما تطالعنا في كل صباح الاخبار السيئة عن مصائب جديدة يذهب ضحيتها أبرياء في بحر لبنان وعلى طرقاته ، في حين أن الفوضى صارت كلمة لبنانية بإمتياز وملاصقة لجميع مؤسسات الجسم اللبناني الذي ينخره الفساد ، ولكي أكون دقيقاً يمكن أستثناء المؤسسات العسكرية والحمدلله ، وفي دراسة لأوضاع هذا البلد الرسالة كما وصفه بابا روما يوماً ، وعند البحث بموضوعية عن مكامن العلّة شرحاً وتفصيلاً وصولاً  لبحث الحلول وتحديد المسؤوليات التي تتوزع بين فشل بعض رجال السياسة اللبنانية بالمرتبة الاولى في تحييد لبنان عن نزاعات الدول الاقليمية  ، وبين فساد الطبيعة البشرية للمواطن اللبناني داخل وطنه فيما نجده مواطناً صالحاً ووافدًا يحترم القوانين في الخارج


ولا ثالث لمصائب لبنان سوى موقعه الجغرافي وسوى "بلادكم حلوة " وكل شيئ فيها مسموح ومباح ، كما قالها يوماً ضابط وهو يهم بالانسحاب عسكريًا من لبنان في العام 2005 ليعود اليه مدنياً في العام 2011  ، وهكذا الكل يحلم البقاء والحياة في لبنان حيث الحرام صار حلالاً والتهريب على مصراعيه والتعهدات تنفذ حسب مشيئة المتعهد وتأتيك المصائب بعدها وكان اخرها مصيبة لبنان في خسارة جورج الراسي على اوتوستراد الموت في المصنع نتيجة السرعة والتنفيذ السيئ للاوتوستراد وغيرها من عشرات الحوادث اليومية القاتلة 


ورغم أن الشر صار طبيعة بشرية لمعظم سكان المعمورة ، ومظاهر الخير والعدالة والمساواة وممارسة العبادات المتعددة هي أقنعة مخادعة  وفي لبنان ارى الايمان مطلقاً بإمكانية الإصلاح وحتمية بناء وطن يليق بشعبه ، والحلول قادمة والمسألة مسألة وقت فقط ، وعليها أن تبدأ بوقف فساد أهل السياسة ولجم نزوات اللبنانيين وميول بعضهم نحو الشطارة والسباق في الارتهان للخارج وقبولهم الخنوع والتأقلم مع الاوضاع المأساوية وصولاً الى نهوضهم من كبوتهم ورفضهم الاكتفاء بالاستسلام او الهجرة ، وليس انفع في هذا المجال من التربية التي تستطيع أن تعد الأجيال القادمة  إعداداً اجتماعياً لائقاً بعد التردي المؤلم للأوضاع التربوية للطلاب في البيت قبل المدرسة ، اذ إن الأهل يتحملون المسؤولية الكاملة بالشراكة مع المدرسة التي فشلت مناهجها في تأمين الثقافة والتعليم والإعداد الصالح  للاجيال حيث أن أغلب المواد التعليمية هي لزوم ما لا يلزم ، وغابت مادة المواطنية عن المناهج ، وصارت أغلب المدارس أشبه بشركات تجارية بإمتياز ، وليعذرني اوليائها فأن قناعتي انهم كلهم صاروا تجاراً  ! على أن إعادة النظر في التربية يبدأ بإعتماد مناهج تربوية جديدة تحاكي تطلعات العصر وبات ذلك ضرورة لا بل من الاولويات .

نقولا أبو فيصل ✍️