· 

بين  طريق الحقّ والحياة وطريق  الخطيئة والموت … لا طريق ثالث



‎في التاريخ أدخل آدم الخطيئة الى العالم ، وكان الموت نتيجةٍ للخطيئة (رومية ٥: ١٢، ١كورنثوس ١٥: ٢١). وهذه حقيقة في الكتاب المقدس لأن ”أُجرة الخطيئة هي الموت“ (رومية ٦: ٢٣) وكان من الضروري أن يموت المسيح على الصليب ثمناً لخطايا العالم ، ورغم ان المسيح دفع ثمن خطايا البشر فإن الديانة المسيحية قد تركت الخيار الحرّ للمسيحيين بين طريقين : طريق الحقّ والحياة، وطريق الخطيئة والموت، وإلى تحمّل نتائج خياراتهم وبالتأكيد لم يكن هناك طريق ثالث وثقافة ثالثة مختلفة في الجوهر لا يمكن أن تلتقي أبداً مع كلام المسيح  الذي اراد ان يكون الحب هو أقرب طريق الى الله ، فلماذا يختار البعض طريق التكفير والترهيب والكراهية؟ 


‎لا يوجد في الحياة إنسان لا يريد تحقيق أي شيء في حياته، فكل البشر  يحاولون الحصول على ما يبتغونه، لكن ليس جميعهم يعرفون كيف يفعلون ذلك، فهناك من يكرر محاولاته ويستنفذ طاقاته ويمتص حماسه دون تحقيق ما يصبو له ويطمح إلى بلوغه، وقد يكون الخلل في الطريق المتبع في ذلك، لذا السؤال هنا  بكل بساطة: كيف نتعامل مع تحديات الحياة ومصاعبها المستمرة؟ وما هو الطريق المناسب الذي يجب أن نسلكه لكسب أكبر قدر من النجاحات الممكنة دون فقدان التصالح القائم مع ذواتنا ودون خسارة أخلاقنا ومبادئنا التي نعتز بها؟على ان اختيار طريق الحق والحياة هو  الطريق الانسب للوصول الى ارضاء الله رغم الالم  الذي تواجهه النفس البشرية لتحقيق ذلك .

وهكذا ارى في رسالة القديس بولس الى أهل رومية : "بعد ان أُعتقتم من الخطيئة صرتم عبيدًا للبِر" ما معناه أن الانسان قد أعتق من عبوديته للخطيئة التي كان فيها وصار عبداً للبِر الذي أخذه بالمعمودية كما يتابع بولس الرسول : إن العبودية للخطيئة هي "عبادة الإثم للإثم" بمعنى ان الإثم الذي هو ذروة الخطيئة يولد الإثم ، ويعود ليؤكد ان العبودية للبر هي للقداسة التي هي تنزه عن كل معصية وتوغل في حياة المسيح ، وحتى لا يفهم احد انه من الممكن ان يخلط بين الخطيئة والبِر بحيث يأخذ من هذا ومن تلك، يعود بولس ليؤكد ان عبيد الخطيئة هم احرار من البِر اذ أن النور والظلمة لا يجتمعان .

بحث نقولا ابو فيصل