· 

بين شعوب مظلومة وقساوة حكام الارض وعدالة السماء

تعبيرية
تعبيرية


تتحول الدول الفقيرة والمناطق المستضعفة حول العالم الى ما يشبه المقابر الجماعية لشعوبها وستظل على حالها ما دام حكامها ينهبون خيراتها ويبنون القصور ويضخون الاموال في البنوك الأجنبية ويبيعون اوطانهم للغرب مقابل الاستمرار في الحكم ، وهكذا فأن شمس العدالة لن تشرق على هذه الدول وستبقى على حالها حتى يرث الله الارض! وفيما الغرب يعتبر  أن الديمقراطية لا تفيد الشعوب القاطنة  في هذه الدول المصنفة عالمياً بدول العالم الثالث او الدول المتخلفة لان الشعب سوف ينتخب بائع الحلوى ويترك نصائح طبيب مرض السكري لانه يمنعه من تناول الحلوى , كما أن هذه الشعوب بعيدة كل البعد عن الثقافة والعلم والمعرفة بنظر المايسترو العالمي الذي يصنفنا ايضاً من مواطني هذه الفئة من الدول حتى تهجرها الكفاءات وتلهث وراء وطن وارض جديدة .


لكن في الواقع فأن شعوب دول العالم الثالث ليست بمعظمها كما يتم توصيفها ولا ارغب بالتعميم لكنها ايضاً  شعوب تمتلك كفاءات عالية ولديها القدرة على التقدم الفكري والحضارة والازدهار والثقافة والعلم ، وهم يحبون الحياة ، كل ذنبهم انهم فقراء الحال لا اكثر  لذلك يتركون بمعظمهم دولهم ويهاجرون بحثًا عن المال والكرامة اللتان فقدوها في موطنهم الاصلي !من هنا ضرورة أن يدرك المسؤولون معنى "الإنسان قبل البنيان" وأن ⁧‫التنمية البشرية‬⁩ شرط 

كل تنمية، وبها يتم استثمار الطاقات العالية التي يتمتع بها الفرد العربي الذي ما زال يعاني الإهمال والتهميش، وحاله كما وصفه الكواكبي "خاملاً فاسداً ضائع القصد، حائراً لا يدري كيف يميت ساعاته وأوقاته".


على ان البحث في هذا الموضوع بالذات جعلني استرجع كلاماً للرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان قال فيه: "أن أفضل العقول ليست في الحكومة فلو كان الأمر كذلك لكانت الشركات قد استقطبتهم للعمل فيها"، لذلك فأن المضي بالبلاد نحو الحضارة هي مصلحة لكل مواطن فيما لو عاش مطمئناً على حريته وصحته ومستقبل أبنائه ، ولكن هل فات الأوان وصار الاتجاه نحو المجهول حتمياً؟ سؤال سيظلّ يدور في أذهاننا ونحن نراقب معظم  هذه الانظمة  وهي تعيد إنتاج نفسها دون تغيير إيجابي يذكر، ولن نستطيع التخفي خلف إصبعنا والاعتقاد اننا فاشلين ، فبعد خروجنا الحتمي من كل مصيبة  أو مأزق جديد تعيشه هذه البلاد فأننا نستحق أن نعيش ونبني بلادنا ونستمر في هذه الارض التي وهبنا اياها الله امانة غالية لحين استرجاع امانته.

نقولا أبو فيصل