· 

بين السكوت من الملل والسكوت من الالم ارفعوا أصواتكم في وجوههم

ليس من يكتب بحبر القلم مثل الذي يكتب بدم القلب ، وليس السكوت الذي يحدثه الملل مثل السكوت الذي يوجده الالم ، كثر هم اصدقائي الذين سكتوا لأن اذان حكامنا قد انصرفت عن همس الضعفاء وأنينهم، ومن الحكمة أن يسكت الضعيف عندما تتكلم القوى المتحكمة في السلطة  وفي رقاب الناس وارزاقهم، تلك القوى التي تتلاعب بالنقد الوطني امام جنون الدولار وافقار الناس وسرقة ودائعهم . يقول أينشتاين :" العالم مكان خطر جداً للعيش ليس لكثرة الاشرار فيه بل لصمت الأخيار عما يفعله الأشرار " نحن الان في زمن الرويبضة كما جاء في تعريفه في بعض الأحاديث حيث يتكلم الرجل التافه في الأمور العامة وامور  الجماعة والعامة مع عدم قُدرته على ذلك لفساده ، وفي زمن الرويبضة يتم تأمين الخائن وتخوين الأمين وتصديق الكاذب وتكذيب الصادق ، وحيث نرى الامور التي كانت تشغل افكارنا وميولنا وعواطفنا قد انزوت في الظل والمسائل التي كانت تتلاعب بأرائنا ومبادئنا قد توارت من الاهمال ، والاحلام الجميلة التي كانت تتمايل على مسارح وجداننا قد تبددت كالضباب .

 

قد يكون السكوت علامة من علامات الضجر أو الخيبة او الملل، المهم انه ليس من علامات الرضا بالتأكيد وأجزم بذلك رغم الكم الهائل من التعب ،الملل والضجر الذي يعيشه شعب لبنان والتي لا يوصف في مقابل كمية كبيرة من النكد واللامبالاة من سلطة فاجرة ..لكن هل هذا هو اكتئاب أم ضياع ام ماذا تحديدًا؟ شعب لبنان صار خائفًا من الرتابة والملل وخائفًا من أن يخنقه السكوت وخائفًا من أن يزداد الملل من كثرة الكلام ، وان يصل الى وقت يصبح فيه عاجزًا عن الاستمرار في الصمود والقبول بالامر الواقع ، لست اعلم الى متى سيبقى هذا الشعب صامتاً وهل هذا السكوت هو من علامات فقدان الامل . نقولا أبو فيصل

Write a comment

Comments: 0