· 

بين لبناني مأزوم ولبناني مهزوم … هجرة قاتلة


من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب” جزء ٤


اليأس الذي يعيشه شعب لبنان جعله يُنتج السخرية التي يتفق الجميع على أنها نتاج العقول الضعيفة والنفوس المضطربة المهزومة ، نعم يجب علينا أن نعترف أننا لم نعد شعباً يحب الحياة والفرح والمرح بل حولونا الى  شعبٍ مهزومٍ ومأزومٍ ، والله اعلم ماذا ينتظرنا ! فالقضاء اللبناني صار مهزوماً بفعل الفساد المالي والسياسي والتبعية للخارج وكل شيء صار فاسداً حتى العدالة !


ويبدو أن الامة اللبنانية العظيمة أصبحت أمة تستمتع بدور "المفعول به" خارج الفعل ..! دورها هامشي  مهزومة ومأزومة ! ومع ذلك هي معذورة فالتبعية للخارج لها مقتضياتها ، فحين يرد الوزير على الانتقاد الموجه اليه بلغة التخوين والتهديد فهذا يعني انه رجل مهزوم ومأزوم وساقط اخلاقياً قبل ان يكون ساقطاً  سياسياً ، ولكن السؤال لماذا نرى الخير مهزوماً ومأزوماً وضعيفاً فيما الشر قوي ومنتصر وفي أحلى أيامه و"جايي صحته" ؟ والجواب لان اهل الحكم عندنا فاشلون فكل من فشل في ادارة اقتصاد دولته ، ‏وكل من خسر شعبيته وجمهوره وكل من يريد ان يلمع صورته يهاجم المواطن الذي صار بنظرهم هو الفاسد وهو المتآمر على نفسه.


‏وفي المقلب الاخر نرى المثقف اللبناني وأهل العلم والاختصاص وحملة الشهادات الجامعية يقفون ذليلين أمام السفارات العربية والاجنبية للحصول على تأشيرة هجرة أو عمل للخروج من جهنم اللبنانية ، وفي غالب الاوقات تستفيد سفارات الدول العربية والغربية من هذا الموقف وتساعد المثقف اللبناني على الغوص أكثر فأكثر في الاحراج حتى يكاد يلعن نفسه أو يخرج عن تهذيبه المعتاد لكي يصبح لا حضارياً في إجاباته لان هروبه من السجن الكبير ليس كفراً أو إلحاداً بل اعتراضاً …. وفي بعض الأوقات ينظر هذا اللبناني المثقف الى العلى ويشعر ان الله يرى ما يصيبه وهو الذي سمح بذلك ولا يحتاج الموقف توضيحاً !فيسكت سكوت المهزوم والمأزوم في حرب طالت ولم يعد لديه فيها لا عدة ولا عتاد للصمود ..

نقولا أبو فيصل ✍️