· 

بين تربية الكلاب في المنازل والأولاد في الشوارع


كم هو مؤلم أننا أصبحنا في زمن باتت فيه تربية ⁧‫الكلاب‬⁩ في المنازل وتربية ⁧‫الأبناء‬⁩ في الشوارع. أنها حقيقة مؤلمة ! وربما صدق القائل : "نحن في زمن إبن كلب" وعليه سوف يكون الجزء الاول من مقالتي عن هذا الموضوع ، وليس معنى ذلك أنني ضد تربية الحيوانات الأليفة في المنازل وتركها لاحقًا تموت من العطش والجوع في الشوارع تحت أشعة الشمس !! لكن السؤال الجدي الذي يطرح نفسه ما هي الفائدة من تربية الكلاب في البيوت بأعداد كبيرة والتسبب بالضرر والازعاج للجيران ؟ناهيك عن كلفة اطعامها والعناية بها الباهظة الثمن !


من هنا تبرز الحاجة إلى تفعيل القوانين من خلال البلديات والوزارات المعنية ، فالكلاب ليست هدية نلقيها بعد انتهاء العيد، كما أن إلقاء الحيوانات الاليفة في الشوارع  يعني أننا حكمنا عليها بالموت البطيء ، ويعود السبب في ذلك الى ان العائلات اللبنانية صارت مجبرة على الاختيار بين أقتناء الكلاب وبين لقمة عيشها بسبب الأزمة الاقتصادية وإنهيار الرواتب وخسارة العملة الوطنية أكثر من 90% من قيمتها ، وتبخر الاموال المودعة في المصارف اللبنانية ، وهكذا انتهى الأمر بالعديد من الكلاب ان تصبح  مشردة في الشوارع.


واذا كان من  الحرام إلقاء هذه الارواح التي خلقها الله في الشوارع فأنه يستحسن التزام البلديات بإيجاد ملاجئ لايواء الكلاب بالتنسيق مع الجمعيات المعنية وذلك مع تفاقم جرائم الأذية الجسدية لها ، وفي هذا السياق وقبل أيام قليلة قرأت عن قتل عنصر امن لبناني غزالاً مهدداً بالانقراض وكتب متباهياً على صورة نشرها على حسابه: "المتعة بالقتل" قبل أن يتم اعتقاله ، وهكذا صار تمادي البعض بقتل الكلاب واعتبار ذلك متعة يشكل مسألة اخلاقية . 


وفي الاخير أشارة الى تسجيل الجمارك اللبنانية تراجعاً كبيراً في ارقام إستيراد الأطعمة المخصصة للكلاب والقطط خلال العام 2021 إلى نحو 26 مليون دولار بعد كان  46 مليون دولار في الاعوام السابقة .

نقولا ابو فيصل ✍️