· 

بين الخجل والحياء وملوك إضاعة الفرص


من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب "جزء ٣


أذكر عندما كنت طفلًا  أنني كنت خجولاً جداً لا بل يمكنكم القول منكمشاً على ذاتي  ، وقد تسبب هذا الخجل لي في خسارة الكثير من حقوقي واضاعة الكثير من الفرص المتاحة امامي وقتها لدرجة أنني كنت امتنع عن قبول مساعدة من أحد بحجج متنوعة ، وفي الحقيقة كان ذلك خجلاً مبالغاً به ! وفي قراءة هادئة اليوم أرى أنه اذا زاد الخجل عن حده أصبح مقبرة الفرص وإضاعة الحقوق .


والفرق كبيرٌ بين الخجل والحياء الذي يمكن وصفه بمثابة اتزان في الشخصية والاخلاق الحسنة والارجح انه يولد مع الانسان بالفطرة وقد يختلف من شخص لآخر، أما الاستحياء هو إمتناع الشخص عن فعل شيٍ من تلقاء نفسه إما خوفاً أو تردداً ، ويروي البروفيسور في علم النفس Crozier أن الخجل الاجتماعي موجود في اللغة العربية بوجهين، الخجل والحياء، وأن الخجل مذموم، والحياء محمود وهو إمتناعك عن فعل القبيح وهو ما ليس موجوداً باللغة الانجليزية.


وفيما يعيش اللبنانيون جنباً الى جنب تحت سقف وطن واحد مع ملوك إضاعة الفرص في العالم أرى مثل كثيرين أن حكام لبنان باتوا قليلي الحياء وبارعين في إضاعة الفرص ويستحقون دخول موسوعة "غينس" للارقام القياسية ،لذا نصيحتي لكم يا حكام العار كفاكم إضاعة الفرص لان لبنان لا يحكم بالقوة بل بالحكمة والشورى ، كما أنه لا يمكن لما يسمى الدولة اللبنانية أن تطلب من مواطنيها التضحية قبل أن تستعيد الثقة التي انعدمت بينها وبين مواطنيها، أخيرًا

 آنَ الأوان لتتنحّى هذه السلطة بكاملها خجلاً من التاريخ واحتراماً لأوجاع الناس ، وأن كل وكالة تعطى للنواب في الانتخابات القادمة هي لوقف الهدر في المرافق العامة والوزارات وضبط المعابر الحدودية ولتيسير أمور المواطنين وعودة الثقة بالوطن وتحسين معيشة المواطنين  وانتشالهم من جهنم اللبنانية!

نقولا أبو فيصل ✍️