· 

بين مقال بدون مضمون وقارئ مغفل


علق احد الاصدقاء على مقالة الاغنياء والفقراء في طرابلس بعبارة "مقال بدون مضمون " واحترامًا لشخصه ولعمره عمدت الى مسح التعليق لانني لا ارغب في خسارته لانه لم يقرأ من المقال الا عنوانه ، واذا كان صديقي قد اخطأ في فهم المقالة بدون معرفة مضمونها فلا حل عندي الا بالاتكال على الله عساه أن يكون لي معينًا على بعض الجهال الذين نسوا من شَتم الصليب في طرابلس والذي لم اتطرق الى موضوعه لتجنب المزيد من التعليقات والتشنج وراحوا يرجموني ولم يميزوا بين حياة وزير في السلطة وحياة مواطن عادي يعيش حياته بسلام.


وفيما اعتبر البعض ان المقال هو من الواقع ويضع الامور في نصابها الا ان بعض القراء لا يزالون يفهمون مضمون الحرية خطأ لانها في بعض الاوطان لا تزال تمارس بدون قاعدة ، وفي لبنان يبدو ان أعطاء حرية النقاش لجاهل مثل أعطاء بندقية لمجنون،  منذ فترة تابعت برنامج  يحمل اسم "C’est mon choix "هذا خياري" البرنامج عبارة عن حوارات مع أشخاص قرروا أن يعيشوا بطريقة غريبة لا تؤذي أحداً  لكنها تناسبهم ، اعجبتني الفكرة وكم نحتاج ان نعيش مثلها في لبنان ولنعتاد على احترام خيارات بعضنا والتوقف عن الحكم على الآخرين والتدخل في حياتهم الخاصة.


وفيما الحريات تقوم على احترام خيارات الناس التي لا تنتقص من خيارات مخالفيها، فإذا أنتخبت مرشحاً لمواقفه وانتخب غيرك مرشحاً آخر بحكم النسب فهذه حرية  وهذا طبيعي حيث ان أفكار الناس تختلف عن بعضها وليس الكل على مستوى واحد من الوعي والثقافة ،وفيما يخص ابداء الرأي بحادثة طرابلس البارحة فلا يجب ان نصم آذاننا عن مطالب اهلنا هناك وفي كل لبنان وحقهم في حياة كريمة حتى لو كان أغنياء المدينة لا يبالون بأوضاع اهلها او من الممكن انهم يفعلون ما في استطاعتهم لكنه غير كافٍ.   


في الحياة كل منا مسؤول عن أخيه الإنسان ومساندته والا نصبح مثل قايين الذي قتل أخيه هابيل والذي اجاب عند سؤاله عن أخيه "وهل أنا حارس لاخي" يقول خادم رعية سيدة الزلزلة الاب جورج .س.معلوف في احدى عظاته "نعم كل انسان هو مسؤول عن أخيه ولا يمكنه التنصل من مسؤوليته واذا كان أغنياء طرابلس متنصلين من دورهم تجاه أبناء مدينتهم فسوف تكون دينونتهم عظيمة. "

نقولا ابو فيصل  ✍️ ‏

Write a comment

Comments: 0