· 

بين السجود لله والسجود للزعيم

لا بد من التفريق بين انواع السجود الديني والسياسي ، فالأول هو سجود العبادة والاصح سجود الصلاة ، أما ‏الثاني فهو سجود المصلحة للاشخاص والزعيم تعبيراً عن طاعتهم له , وفيما الشيطان في الاديان السماوية كان ملاكاً وسقط لانه رفض السجود لآدم لكنه كملاك نوراني كان يعرف أن السجود لله وحده ولو سجد يكون قد سقط في الاختبار ويستحق العقوبة لكنه بمنطق ابليس رفض السجود ونجح بالاختبار وعاقبه الله ظلماً ،أما الكتاب المقدس فأنه يذكر ان الشيطان سقط بسبب الكبرياء لانه أراد أن يصير مثل الله


والســجود في الكتاب المقدس تعني الانحناء تقديرًا واحترامًا لـصاحِب الفضل ، أما الانحناء لرؤس الكنائس في بعض الاعياد فهو دليل على الطاعة لهم وليس عبادتهم ،والسجود يكون للمسيح "نسجد لالامك ايها المسيح نسجد لجراحك نسجد لحبك العظيم لنا "والسجود للصليب المقدس في الأحد الثالث من الصوم الكبير ، حيث نسجد ونركع أمام الصليب الكريم المحي ونسأل الله قائلين : "خلص يارب شعبك وبارك ميراثك، وامنح ملوكنا المؤمنين الغلبة على البربر واحفظ بقوة صليبك جميع المختصين بك. لصليبك يا سيدنا نسجد ولقيامتك المقدسة نسبح ونمجد"وكذلك السجود للقربان المقدس حيث نعترف أنّنا غير مُستحقِّين هذا السِّرّ الإلهيّ.


سمعت بعض المستوزرين في لبنان ذات يوم يقول : "قسماً عظماً لو كان يصح السجود لغير الله سبحانه وتعالى لكنت سجدت للزعيم ‬⁩اكراماً واحتراماً وتقديساً لهذا الرجل الشجاع الذي ضحى من اجل قضية شعب كامل هكذا الرجال والا فلا"‏ويتحدث تاريخ لبنان الحديث عن عودة زمن السجود لرؤساء الطوائف والاحزاب من قبل المستوردين الجدد وبعض نواب الامة فاقدي الاهلية وبعض القضاة ورجال القانون من كل الطوائف اللبنانية دون استثناء (الصورة من السجود للزعيم فى تركستان الشرقية)

نقولا أبو فيصل ✍️