· 

بين الخطأ والخطيئة وقوة الإعتذار


‎إنّ الأخطاء هي الطرق التي تكشف للإنسان ما كان خافيًا عليه، ومبهمًا بالنسبة إليه، والأخطاء ليست كلها متساوية أو متشابهة بل تتفاوت بحسب الظرف والطبيعة والأشخاص، ثمة أخطاءٌ بريئة، أخطاء لا تكسر كرامةً ولا تخسرك صديقاً , ولا تخدش مروءة ولا تجرح قلبًا … فما من إنسانٍ كاملٍ لا يخطئ أو لا يتعثّر ولا عصمة لأحدٍ على أحد سوى من اختاره الله


وهناك خطايا لا يمكن السكوت عنها أو حتى الصفح عليها وإلا أصبحت شرعةً بين الناس ، لكن الأمر الذي من شأنه أن يزيد المخطئ رفعةً ومكانة، ويزيده محلةً وقربًا على ما كان عليه من خطأ هو الاعتذار الذي يحتاج إلى تربية النفس على التواضع والأخلاق منذ طفولة الإنسان ونشأته ورغم ان الاعتذار لا يمكنه ان يرد الزمن الى الوراء ولا يمكنه أن يعود بالزمن إلى ما قبل وقوع الخطأ لكنه يبلسم النفوس الحزينة ويقف على خواطرها ويندي جبينها بنقاء القرب والمحبة والصحبة , ويرفع المرء ولا يدنيه، يعزّه ولا يذِله، يقرّبه ولا يبعده ويلبسه تاج المروءة والكرامة والوقار.


واذا كان الخطأ يسهل التجاوز عنه فأن الخطيئة يصعب محو آثارها ، فإذا لم يتوفر القصد يكون الفعل خطأ ، اما اذا توفر القصد فتكون خطيئة، والخطأ هو زوج الخطيئة بالحرام ، ولعل اجمل كلام سمعته حول الخطأ والخطيئة هو من البطريرك بشارة الراعي حين قال : "ما من أحد معصوم عن الخطأ والخطيئة ، إنّ التائب الحقيقي يختبر أنّ محبّة الله ورحمته أكبر بكثير من خطاياه" والله لا يريد منا ان نكون أناس مثاليين لان هذا لن يحدث ولكن يريد منا ان نقلل من الخطا والخطيئة قدر الامكان ويبقى الاهم هي التوبة والرجوع الى الخالق ، واخيراً يمكن أن تكون الكثير من اعمالنا هي أخطاء مشروعة تحدث بسبب تشتيت انتباهنا أو إهمالنا ، لكن الخطيئة هي أكثر من خطأ ، إنها اختيار متعمد لفعل شيء نعرف أنه خطأ ، فهل من يوافقني الرأي أصدقائي ؟

نقولا أبو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0