· 

بين ثلاثية الغباء والإرتهان والحقد ..ضاع الوطن

تعودت منذ طفولتي البائسة أن لا أحداً يستطيع إجباري على تبني الخداع والحماقة وكنت أقول لبعض رفاقي استمتعوا بجنونكم لوحدكم ، كما تعلمت أنه إذا  استطاع إنسانٌ خداع صديقه فلا يعني أن الاخير أحمقٌ بل يعني ذلك أنه وثق به أكثر مما يستحق ، لذلك وجب علينا التأكد عما اذا كان الغباء قدر أم الارتهان خيارٌ ؟ وعليه فأن الشعوب التي تملك الغباء والارتهان هي شعوب جاهلة خاصة إذا أضيف إليهما الحقد ليصبح ثالوث الغباء والإرتهان والحقد بصمة تطبع شخصية البلدان التي امتهن شعبها الخداع والتضليل.


‎وفيما الارتهان هو مقامرة في كازينو السياسة والخسارة في لعبة الامم شبه حتمية نرى أنه كلما أزداد بعض زعماء لبنان غباوة كلما زاد يقينهم أنهم افهم من غيرهم في قطف ثمار ارتهانهم وعلى ما يبدو فإن الخداع والتضليل والكذب لم يعد ينطلي على أحد والكل يعلم حجم معاناة أهل السياسية اللبنانية بعد ثلاثين عامًا من الجهل والحماقة وكلنا نعلم أن كل مرض له دواء يشفى منه المريض إلا الحماقة أعيت من يداويها


“وإذا كان الوهم هو نصف الداء والاطمئنان هو نصف الدواء والصبر هو أول خطوات الشفاء" كما يقول أبن سينا فعلى ما يبدو أن آخر الداء هو الكي ومن الضروري اللجوء إلى حل وربما قد يكون هذا الحل على نار حامية وموجعة طالما لم تفلح كل الوسائل حتى الان في إصلاح ما فسد بفعل إستهبال أهل السياسة في لبنان الذين لا يزالون يظنون أنفسهم أنهم كالهواء بالنسبة لشعب لبنان الذي لا يستغنى عنه أو كالدواء الذي لا يمكن العيش بدونه ، أما بنظري فأنهم الداء الذي لا دواء له.

نقولا ابو فيصل ✍️