· 

بين زمن العمالقة وزمن الاقزام … هزلت

 إنه زمن الأقزام في السياسة اللبنانية بعد تقاسم الاحزاب السلطة ، حتى أن رواد الصناعة اللبنانية تلبسوا شخصية جديدة وأدركوا أن لعنة هذا الوطن تشبه لعنة الفراعنة وباتت هذه اللعنة  تلاحق كل صناعي في كل ارجاء الوطن على يد ذوي القربى من أبناء جلدته ، كم انت  مسكين يا لبنان لان شعبك بات يعيش تحت رحمة مستشارين فاشلين وأقزام ، الصناعيون أيضًا وانا منهم …صاروا أقزامًا يتسكعون أمام دوائر هذه الدولة المهترئة للحصول على وثائق رسمية وإجازات تصدير ….في وقت يمكنهم الاستحصال عليها  من مكاتبهم عبر منصات الكترونية خاصة إذا كان من ضرورة لها ولا أعتقد ذلك ! كما أنهم باتوا يسترضون شركات المحروقات للحصول على المازوت لاستمرار عمل مصانعهم ويسترضون أيضًا المصارف لاجراء عملياتهم المصرفية الى الخارج .


من زمن العمالقة الى زمن الانحطاط السياسي والاخلاقي ، لبنان الذي كان يشبه كامل مروة وغسان تويني وشارل مالك صار يشبه راوول نعمة وشربل وهبة واللائحة تطول  …أقسم بالله يا صديقي القارئ انك من المحظوظين  لأنك جئت في زمن العمالقة -التحفة الذين سوف تحسدك الاجيال القادمة على هذه النعمة وكان من المفروض على اللبنانيين ان يتشبثوا بهم لانهم بالفعل أخر رجال زمن الرويبضة… وفي زمن قل فيه العمالقة وكثر فيه الأقزام التحية واجبة لكل عمالقة الصناعة  اللبنانية الذين ماتوا قبل أن يشاهدوا الذل الذي يعيشه الصناعي اللبناني في هذه الايام …


في زمن عمالقة السياسة اللبنانية المنصرم كتبت الصحافة الأجنبية: أن مرتبة لبنان في التطور والتمدن عالمياً هو الرابع بعد سويسرا وألمانيا واميركا مطاره الدولي كان مصنفاً السادس في العالم ومصارفه الأولى في قارة آسيا، وكانت تقدم قروضًا لدولٍ مثل الهند بالليرة اللبنانية وليس بالدولار ، حتى أن الرئيس الأميركي جون كينيدي قال عن لبنان يومًا إنه أجمل نموذج للدولة المثالية ، وفي الخلاصة أرى انه ليس كل من دخل السراي الحكومي وجلس على طاولة مجلس الوزراء صار وزيرًا ، وليس كل من دخل قبة البرلمان اللبناني صار مشرعًا !!! وعلى ما يبدو فأننا سوف نكون قريبًا أمام تغيير أساسي في قواعد اللعبة يعكس قرف الصناعيين ورغبتهم بالهجرة الطوعية تدريجيًا ومبروك البلد عليكم …

نقولا أبو فيصل ✍️