· 

بين التدمير الذاتي والهروب من الحرية


يبدو ان بعض الشعوب العربية ومنها شعب لبنان قد توارثت غريزة التدمير الذاتي ، وكأن الله كلفهم بهذة المهمة المقدسة للقضاء على ذاتهم عبر القتل، والتهجير وهجرة الكفاءات منهم ، والكسل والاحباط والخوف من المستقبل ومن تنكيل حكامهم بهم وهذا ما يؤكد المؤكد أن أعداء العرب لم يكونوا خارقي القوة بل أن العرب كانوا بالغي الضعف.


على ان وقف التدمير الذاتي للشعوب هو بوقف الحديث عن مشاكلهم في الحياة ومتطلباتها وتكرارها ليل نهار دون الشروع في تغيير أنماط عيشهم كذلك رفض كل الاعتقادات المدمرة للارادة مثال العجز واللوم والتحسر والتشاؤم والسخط ووقف ترداد عبارات "أتمنى لكن صعب والناس هم سبب مشاكلي ولو تصرفت بشكل صحيح في الماضي لما كان هذا وضعي الان والحظ ضدي ولماذا أنا بالذات ولعن الله الساعة التي ولدت فيها عربياً". 


وقذ يكون قد غاب عن شعب لبنان أنه ليس كل شعوب العالم تعيش الرخاء والبحبوحة ووحدهم يعاقبهم الله ، طبعًا هذا غير صحيح فهناك شعوب عديدة تعيش الجحيم على الارض وشعوب أخرى تنتظر دورها بسبب غباء حكامها الذين يتحدثون بمثالية عن العنصرية بين الشعوب وسوف يدفعون الثمن ، ومن أهم عوامل التدمير الذاتي هي أعتقاد الشخص أنه غير مستحق لهذا الهدف أو العمل،  وشعوره أنه لا يملك قدرات وإمكانيات لتحقيقه ، وهكذا نجد الكاتب الالماني إيريك فروم  Erich Fromm يؤكد أن الحرية تجلب الشّك والقلق بينما الافتقار إليها يجلب اليقين والراحة لذا فأن الانسان يهرب عادة من الحرية ويتعايش مع التدمير الذاتي. 

نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0