· 

بين كسر الاحقاد والمسامحة بين البشر


قرأت البارحة عبارات هي من أجمل ما كتب الكاتب نجيب محفوظ حين يقول :  "أن بعض البشر مثل الكتاب قد يكون العنوان جذابًا ولكن المحتوى لا يستحق القراءة وبعض البشر تجد فيهم الحكمة والخير الكثير  والبعض الاخر لا تجد فيهم سوى جمال الغلاف" . يضيف قائلًا " أن بعض البشر مثل التاريخ "لا يعاد ولا ينسى" ولن يأتي مثلهم مرة أخرى".


وأذا كان الشخص الذي لا ازال ابحث عنه يحمل كل هذه الصفات من الحكمة والخير وهو الذي "لا يعاد ولا ينسى" فقد صرت متأكدًا أن ‏كل الطرق تؤدي إليه حتى تلك التي سلكتها لنسيانه ، وفي الامس رافقني نسمة طيبة منه وﻻ أدري ما الذي غير مزاجي بعد ان مرت بي هذه اللحظات السعيدة ،  رغم ان حدوث ذلك في العادة نادر وقليل جداً ، البارحة طربت جدران قلبي وفرحت آهات حزني ولكني عرفت لاحقًا ان السبب كان السكينة التي امطرها الله علی قلبي ولا شيئ أخر …


حين يسيئ إنسان لأخر فإن ردة الفعل الطبيعية هي رد الإساءة ومن ثم الرد على الرد وهكذا في سلسلة تصبح لا متناهية ومتوارثة ... يبدو أن الأمر كله يحتاج الى مبادرة واحدة وهي من يكسر الحلقة ؟  والأمر ليس بهذه السهولة فالخلافات والتجاذبات ومن يحقق مكاسب اكثر المتعارف عليها بين البشر والتي توسع الشرخ في العلاقات بغض النظر عن الاعراف والمعتقدات، والمحبة في المسيحية والعفو عند المقدرة في الإسلام هي نفسها مبدأ الاوبونتو الذي دعا إليه مانديلا لإنهاء عقود من الكراهية وكسر حلقات سلسلة من الإساءة .والسؤال متى ؟

نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0