· 

مواسم هجرة جماعية جديدة

الحيتان لها مواسم هجرة جماعية، فتجدهم يجوبون المحيطات جماعات ولغة التخاطب بينهم هي أغنيات تصدر منهم ،وتكون بتردد صوت قدره ١٥-٢٥ هرتز. والطيور لها مواسم هجرة جماعية ايضا لآلاف الأميال حيث تتشتت ثم تعود لتجمع بينها لغة لا نفقهها، حتى في تسبيحها لخالقها ، كما أن تاريخ لبنان سجل مواسم هجرة جماعية لسكانه بدأت في العام 1840 ، وإلى أيامنا ، ولغة التخاطب بينهم ، والتي حملوها الى العالم ، كانت المازة اللبنانية والدبكة والميجانا والهوارة، ومنذ العام ١٩٧٥ حتى اليوم ، زادت عليها أغاني فيروز ووديع الصافي ونصري شمس الدين ومروان محفوظ ، وقد اعتبر البعض ان الهجرة الجماعية هي هروب وتخاذل عن نصرة الوطن من شعبه الذي يفترض به ان يكون على قدر من المسؤولية الوطنية تجاه بلده ، فلا يفر ويترك وطنه عرضة للضياع والاستعمار من الدول الاقليمية والا سيكون مصير لبنان مثل مصير فلسطين التي أضاعها شعبها بالهجرة القسرية وأضاعها العرب بخلافاتهم وانقساماتهم .


‎كل سياسات الحكومات اللبنانية المتعاقبة ، كانت فاشلة كذلك النظام السياسي اللبناني الذي يعتمد على المحاصصة ٦و٦ مكرر "ومرقلي تا مرقلك" والفساد هو سبب  المعيشة المذلة لشريحة واسعة من سكانه الذين احبوا وطنهم ، وتحملوا الكثير لأجله إلى ان طفح الكيل عند بعضهم،  نتيجة صعوبة الحصول على ابسط الاشياء ، من رغيف الخبز ، الى قارورة الغاز ، الى الدواء ،والغذاء، وفقدان قيمة رواتبهم ، حتى صارت بحكم المعدومة .

‎ نعم سياسة الدولة اللبنانية الفاشلة ، هي المسؤولة بشكل رئيسي عن موجة الهجرة الجماعية لسكان لبنان الى الدول المجاورة والبعيدة ، حتى ان البعض يعمل على تصفية اشغاله وبيع ممتلكاته، ليخرج من هذا الاتون الجهنمي ، لدرجة ان المواطن ، لم يعد يتحمل ، فهو طاقة وعمر وصحة. وعلينا الاعتراف ، نحن ⁧‫أصحاب المؤسسات الصناعية ، انه‬⁩ ليس لنا نية الانتظار لسنوات قادمة ، مع هذه المنظومة الظالمة. فإما ان يرحلوا او نحن نرحل 


‎‏من هنا نقول :" الوقت يتقلص ، والصبر ينفذ، وحب الوطن دفناه في طوابير الذل اليومية ،على طرقات لبنان، ولا يمكننا ان ننتظر موت الأبناء وكبار السن ، نتيجة النقص في الدواء والاستشفاء ، بسبب الحقد والعنصرية في ادارة تشكيل الحكومة ومن سيحكم ، ومن سيعطل في المرحلة القادمة . ومن لبنان نطالب الدول الصديقة وقف الهجرة الجماعية ‏ ⁧الناتجة عن‬⁩ الفقر ، الجوع ، البطالة ، وتفشي الأمراض والمعاناة النفسية ، من الألم والبطش والقهر والقتل والسجن الانتقائي ،وإيجاد حل سريع للمجزرة التي ترتكب بحق شعب سجنه حكامه ، ويمعنون التنكيل به يوميا ، وما يجري الآن في لبنان ، يصح تسميته ابادة جماعية !   او ان موجة‬⁩ من الهجرة الجماعية غير العادية ، تنتظرهم في المعابر البحرية، ومطار بيروت فرارًا من الإبادة الجماعية لشعب لبنان

نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0