· 

قديسة من جبيل

الأب انطونيوس زغيب الراهب اللبناني كتبَ سيرةَ حياتِها ووضع لها الصلوات والتراتيل، كما طلبَ من الرسّام سمعان ساره (المعروف بسمعان المصوّر) برَسم صورة لها
الأب انطونيوس زغيب الراهب اللبناني كتبَ سيرةَ حياتِها ووضع لها الصلوات والتراتيل، كما طلبَ من الرسّام سمعان ساره (المعروف بسمعان المصوّر) برَسم صورة لها

 

قديسو وقديسات لبنان منتشرين على كافة الأراضي اللبنانية على مر الأزمنة والحقبات.. لكن يوجد أيضاً قديسون وقديسات لا يتمتعون بالشهرة

ذاتها التي يتمتع بها مار شربل مثلاً أو القديسة رفقا.. من هؤلاء قديسة صغيرة بالعمر من مدينة جبيل التي هي الأقدم في العالم, قد لا يكون الجميع قد سمع بها أو زار كنيستها الصغيرة في أحدى شوارع المدينة القديمة. وقصة هذه القديسة قديمة ومذهلة كالمدينة التي وُلدت واستشهدت فيها. القديسة هي اكويلينا الجبيلية وقد وُلدت القديسة أكويلينا عام 280 في مدينة بيبلوس (جبيل) الفينيقية، وتربت تربية صالحة كسائر بنات عصرها، لا يميّزها عنهنّ سوى الذكاء الحاد والفهم النادر، وقد أدركت الرشد قبل أوانه عمراً وعقلاً. وصلت أنباء تبشيرها إلى مسامع الملك الروماني، والي جبيل، الذي عُرف بكرهه للمسيحيين، فحاول عبثاً إيقافها ومنعها من التبشير، لكنها لم ترضخ لتهديداته بالقتل والتعذيب. فأمر بغرز جسمها بآلات حديدية حادة محمّاة على النار، لم تحتمل العذاب فوقعت على الأرض مغمياً عليها. اعتقد الجميع أنها توفيت، فنقلوها إلى خارج المدينة، إلا أن العناية الإلهية لم تتركها، إذ زارها الملاك وشفاها وعزّاها وشددها على الثبات. وعلى الفور، عادت أكويلينا الصغيرة إلى المدينة، وتوجهت بنفسها إلى الملك ليرى بعينه المعجزة فيرتدّ، إلا أنه استشاط غيظاً وأمر بقطع رأسها. وفوراً قطعوا رأسها، فخرج منه لبناً بدل الدم، دلالة على طهارتها.

وهكذا استشهدت القديسة أكويلينا وهي في الثانية عشرة من العمر، في 13 حزيران \ يونيو من العام 292

 

ويُحتفل بعيدها في تاريخ وفاتها بمسيرة في مدينتها جبيل مروراً بالسوق القديم الى كنيستها التي كانت مزاراً لها قبل أن تتحول الى كنيسة عندما تمّ إخلاء محلَّين تجاريَّين محازيَين لمشغل بطرس العتيّق، تابِعَين لدير سيّدة المعونات، بهدف تحويلهما إلى معبد لائق بمقام الشهيدة. وفي 13 حزيران 1994، نُقِلَت اللوحة التي تمثّل أكويلينا من معبدها في الأنطش إلى المعبد الجديد. وفي سنة 2005، تمّ تأهيل الساحة الخارجيّة للمعبد وتبليطها وتجميلها.

 

الكنيسة في جبيل، لبنان
الكنيسة في جبيل، لبنان

Write a comment

Comments: 0