تأهل ايران وكوريا الجنوبية الى الدور نصف النهائي بعد فوزهما على لبنان والفيليبين

تأهل منتخبا كوريا الجنوبية وايران الى الدور نصف النهائي لبطولة الأمم الآسيوية التاسعة والعشرين التي ينظمها الاتحاد اللبناني بين 8 و20 آب الجاري على ملعب نهاد نوفل في ذوق مكايل برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بعد فوزهما على الفيليبين ولبنان الأربعاء في اطار الدور ربع النهائي من البطولة التي تختتم الأحد المقبل.وسيلتقي المنتخبان الفائزان في الدور نصف النهائي الذي سيقام السبت.

 

كوريا-الفيليبين

 

لم تستفد الفيليبين من حجم مواكبة جماهيرها خلال مواجهة كوريا الجنوبية وودّعت بطولة آسيا من الدور ربع النهائي بعد خسارتها الكاسحة بـ86 نقطة مقابل 118، الأرباع (26-18) (57-49) (86-62).

المواجهة الشرق آسيوية شدت أنظار المتابعين نظرا لسرعتها الكبيرة، حيث تبادل اللاعبون التسجيل من جميع المسافات بطرق استعراضية في ظل تفاعل الجمهور الفيليبيني من جهة، فيما دعم الجمهور اللبناني الذي توافد تباعا إلى مجمع نهاد نوفل كوريا الجنوبية وتفاعل مع كل سلة سجلها "الشمشون".

سيطر الكوريون على المباراة منذ انطلاقتها، ونجحوا بإنهاء الربع الأول (26-28) في ظل تفوقهم من المسافات البعيدة مع ثلاث ثلاثيات، من دون أن ينجح "الغيلاس" بإحراز أي ثلاثية.

في الربع الثاني ومع مشاركة النجم تيرينس روميو، عاد الفيلبينيون إلى أجواء المباراة حيث نجح روميو بتسجيل 22 نقطة خلال ربع واحد، ونجح بإحراز 6 ثلاثيات من أصل تسع، لينتهي الربع الثاني (57-49) للكوريين.

في الربع الثالث ضرب الشمشون بعصاه السحرية وأمطر السلة الفيليبينية بوابل من الكرات من جميع المسافات، فارتفع الفارق تدريجياً ليصل إلى 24 نقطة، مع تسجيل كوري من المسافة البعيدة بلغت نسبته 67% مقابل 42% للفلبين. واللافت في هذا الربع غياب روميو عن التسجيل نهائيا في ظل الضغط الدفاعي الكوري.

الشد العصبي كان عنوان الربع الثالث حيث حصلت بعض "المناوشات" بين لاعبي الفريقين تدخّل الحكم الأسترالي بول بيكير لفضها.

في الربع الأخير واصلت كوريا هيمنتها وعمد المدرب جاي هور إلى إشراك جميع لاعبيه حيث نجح 10 منهم بالتسجيل، وسجل 5 لاعبين أكثر من 10 نقاط.

الكوريأوه سيكيون كان الأفضل تسجيلا مع منتخب بلده، فأحرز 22 نقطة مع 5 متابعات وأضاف كيم سونهيونغ 21 نقطة مع 4 تمريرات حاسمة وثلاث سرقات للكرة، وكيم جونكيو 15 نقطة.

ومن الجانب الفيلبيني غاب روميو عن الربع الأخير بقرار من المدرب فتوقف رصيده عند 22 نقطة، وسجل المجنس كريستيان كارل ستاندهاردينغر 17 نقطة مع 4 متابعات.

كوريا نجحت في الوصول إلى نصف النهائي للمرة التاسعة في تاريخها، فيما فشلت الفيلبين في تكرار إنجاز نسخة 2015 والوصول إلى النهائي.

 

ايران-لبنان

توقفت احلام اللبنانيين في بطولة امم آسيا عند الحاجز الايراني، بخسارة مباراة ربع النهائي امام جمهور كبير ملأ صالة مجمع نهاد نوفل، فكان الفارق 10 نقاط (80  70)، الارباع (18  12، 19  19، 19  13 و24  26)، وبالتالي الخروج من المنافسة امام خصم قوي لم نعرف كيف نتعامل مع مفاتيحه.

المنتخب اللبناني عانى هجومياً قبل الناحية الدفاعية، فلم تكن الحلول موجودة، على الرغم من الجهد الذي بذله وائل عرقجي وفادي الخطيب، فلم تكن النجاحات على قدر تعويض الاخفاق الدفاعي،  فالهوّة كانت كبيرة بينهما خصوصاً ان المنافس كان في افضل حضور ذهني وبدني.

وفنياً كان الطرف الايراني الافضل، لأنه امتلك الحلول لكسر الدفاعات اللبنانية، ان كان عبر التفوق تحت السلة بوجود العملاق حامد اهدادي، وبالاختراق عبر السريع سجاد مشايخي، او بالضرب من خارج القوس عبر محمد جمشيدي وبهنام يخشالي، فيما عانينا باللعب تحت السلة على الرغم من المحاولات القتالية للاعبينا، فكان من الصعب التفوق على اهدادي، ولم يكن نورفيل بيل قادر على هذه المواجهة خصوصاً مع ارتكابه الاخطاء الشخصية.

اجمل مشهد كانت اختلاط دموع الحزن بالخروج من البطولة مع الصورة الحضارية للجمهور اللبناني الذي وقف مصفقاً لحظة تحيته من قبل لاعبي المنتخبين، وخروجهم من الملعب الى غرف الملابس.

مجريات المباراة

على الرغم من ان البداية كانت ثلاثية من يد فادي الخطيب الا ان مثل هذه المباريات عادة ما تصبغها روحية استعجال الفوز التي قد تكون مضرة اذا ما اقترنت بالتسرع في انهاء الهجمات وهو ما حصل، حيث ارتدت عكسياً حين نجح الايرانيون بدفاع المنطقة في ابعاد نورفيل بيل من تحت السلة والارتداد بهجمات انهوها بافضل صورة مع ثلاثيتين من محمد جمشيدي اجبرتا مدرب لبنان راموناس بوتوتاس على طلب "تايم اوت مبكر" والنتيجة  ايرانية (3  7)، فنجح قليلا في اعادة ركلجة الدفاع، وتقلص الفارق الى نقطة، لكن المدرب الليتواني اضطر لإخراج بيل الى مقاعد الاحتياط لارتكابه خطأين شخصيين وهو ما لم يكن بالحسبان، فارتاح الهجوم الايراني تحت السلة ونجح بحسم الربع الاول لصالحه (18  12). 

بعد دقيقتين على بداية الربع الثاني ومن دون بيل الذي بقي على مقعد الاحتياط، اشعل وائل عرقجي الملعب بتسجيله سلتين متتاليتين مقلصاً الفارق الى 3 نقاط (20  17) فسارع المدرب الايراني مهران حاتمي الى طلب "تايم اوت"، فحافظ فريقه على التقدم مع عدم توفيق لاعبينا بالرميات الثلاثية (2 من 15) التي كانت هي الحل للتفوق على العملاق حامد اهدادي، بينما كان بهنام يخشالي على نسق جمشيدي، ينجح بثلاثيته كلما تقلص الفارق ليبقى منتخب ايران في المقدمة (32 -25)، فكان من المهم جداً ايقافهما عبر طلب "تايم اوت" لبناني  ليتواني، ترافق مع عودة بيل الى ارض الملعب والروح الى اداء لاعبينا فعاد الفارق الى 3 نقاط، لكن ثلاثية جمشيدي قبل ثانيتين على نهاية الشوط (37  31) انغصت نهايته على الجمهور اللبناني.

عموماً الشوط الاول كان متقارباً بكل شيء، الا في الثلاثيات التي كانت ايرانية (6 من 13) والتي صنعت الفارق بالتقدم الايراني.

بداية الربع الثالث كانت كارثية وسط دفاع ايراني ممتاز على الهجوم اللبناني منعه من تسجيل اي نقطة في 3 دقائق، مقابل نجاح في التسجيل عبر الهجمات المرتدة رفعت الفارق الى 12 نقطة (43  31) وسط خيبة جماهيرية، حاول بوتوتاس اصلاح ما تم افساده عبر "تايم اوت"، والامر لم يكن يحتاج الا لجرعة معنوية بثلاثية قدمها الخطيب وجرّت معها سلتين فتقلص الفارق الى 4 نقاط، لكن مع فريق لديه الحل من الداخل والخارج كان من الصعب التفوق عليه ان لم يكن الرد بالمثل وهو ما لم يظهر في الربع الثالث (56  44) ونهايته التي بقيت ايرانية.

المحاولات اللبنانية من خارج القوس استمرت، لعدم وجود الحل للعملاق اهدادي فبقيت النسبة متدنية الى نهاية المباراة (25 % مقابل 50 % للايرانيين)، كما كان طبيعياً ان يخلق الايرانيون الفارق في افضليتهم تحت السلة من خلال المتابعات (44 مقابل 30)، فحافظوا على تقدمهم والرد على سلات عرقجي والخطيب بالمثل الى نهاية المباراة (80  70).

وائل عرقجي سجل 24 نقطة مع 5 متابعات و4 تمريرات حاسمة، واضاف فادي الخطيب 18 نقطة وجان عبد النور 9 نقاط مع 7 متابعات و6 تمريرات حاسمة وعلي حيدر 8 نقاط و5 متابعات، ومن المنتخب الايراني سجل محمد جمشيدي 24 نقطة وأضاف حامد اهدادي 23 نقطة مع 20 متابعة، وسجاد مشايخي 12 نقطة وبهنام يخشالي 11 نقطة و5 متابعات و5 تمريرات حاسمة.

 

مباراتان اليوم

سيكون الخميس 17 آب الجاري، وهو اليوم العاشر لإنطلاق منافسات بطولة الأمم الآسيوية الـ29 لكرة السلة، حاسما بالنسبة لمنتخب الصين حامل اللقب اذ سيواجه ضمن منافسات الدور ربع النهائي، المنتخب الاسترالي القوي والذي يشارك في البطولة الآسيوية للمرة الاولى، علما ان المنتخب الاسترالي يملك التصنيف الاعلى عالميا بين المنتخبات الـ16 المشاركة، (العاشرفي لقاء قمة مبكرة، وتنطلق المباراة الساعة 18،30 والفائز منهما يواجه في الدور نصف النهائي، الفائز من مباراة المنتخب النيوزيلندي الذي يشارك ايضا للمرة الاولى ونظيره الاردني والتي ستقام الساعة 21,00 في ختام منافسات ربع نهائي البطولة.

 

الصين ـــ استراليا

 

لم يقدم المنتخب الصيني ما هو متوقع منه من عروض طيبة، واداء عالي، على الرغم من فوزه في ثلاث مباريات وخسارته مباراة واحدة في أيام، ووصوله للدور ربع النهائي، فقد وقع الصيني ضمن منافسات المجموعة الثانية وتعرض لخسارة افتتاحية امام نظيره الفيليبيني بفارق نقاط (87 ـــ 96)، ثم استرد اعتباره امام الفرق العربية قطر والعراق وسوريا تواليا،  فاذا كان فاز بسهولة على قطر في مباراته الثانية بفارق 25 نقطة (92 ـــ 67)، اصطدم في مباراته الثالثة والاخيرة في الدور الاول بمنتخب العراق ولعب الحظ الى جانبه بالفوز بفارق نقطة واحدة في الوقت القاتل (61 ـــ 60)، واحتل المركز الثاني وانتقل للدور الثاني، ليواجه المنتخب السوري ثالث المجموعة الاولى بفوز يتيم وانتصارين، وكانت كل الاحتمالات والتوقعات والوقائع الفنية والبدنية تشير الى فوز واضح وصريح للصينيين، ولكن كاد المنتخب السوري ان يحقق اكبر مفاجأة في البطولة برمتها، اذ انهى الربع الاول لمصلحته بفارق اربع وكذلك الثاني والثالث ودخل الصيني للربع الاخير وهو متخلف بفارق 12 نقطة، ولم يكن حسب سير الدقائق الـ30 الاولى من المباراة يتوقع ان يخرج السوريون خاسرين او الصينيون فائزين، ولكن التعب ووحده التعب انهك افراد المنتخب السوري ففاز الصيني في الربع الاخير بفارق 14 نقطة ومحولا تخلفه 12 نقطة فوزا اقل ما يقال عنه، انه صعبا وقاتلا وبفارق سلة (81 ـــ 79).

بالمقابل، يخوض المنتخب الاسترالي منافسات البطولة بلاعبيه المحليين (معظمهمدون لاعبي "NBAوهو احتل صدارة المجموعة الرابعة بثلاثة انتصارات بسهولة في خمسة ايام، على كل اليابان بفارق 16 نقطة (84 ـــ 68) وهونغ كونغ بفارق 41 نقطة (99 ـــ 58) وعلى تايوان بفارق 40 نقطة (90 ـــ 50)، وتأهل للدور ربع النهائي مباشرة، وهو اكثر المنتخبات راحة مع منتخب نيوزيلندا بخمسة ايام.

كفة الاسترالي ارجح، علما ان حظوظ المنتخب الصيني موجودة في الفوز، اذا استرد وعيه ومستواه المعهود، ويدرك الجهاز الفني الصيني ان خسارتهم المباراة ، ليس خروجهم من الدورة من الباب الخلفي، فحسب، بل ستكون واحدة من اسوأ مشاركاتهم الآسيوية منذ عقود.  

 

نيوزيلندا ـــ الأردن

المنتخب النيوزيلندي هو المنتخب الوحيد الي احتل صدارة احدى المجموعات (الثالثةعلى الرغم خسارته مباراة من ثلاث مباريات خاضها في الدور الاول، بينما المنتخبات التي احتلت صدارة المجموعات الثلاث الاخرى (الاولى والثانية والرابعةفازت في مبارياتها الثلاثة وحصلت على العلامة الكاملة (6 نقاط).

فازت نيوزيلندا افتتاحا على كازاخستان بفارق 21 نقطة (70 ـــ 49)، وعلى لبنان بفارق اربع نقاط (86 ـــ 82)، ثم خسرت امام كوريا الجنوبية بفارق نقطة (75 ـــ 76)، ليتساوى ثلاثة منتخبات بخمس نقاط من فوزين وخسارة، نيوزيلندا ولبنان وكوريا، وحسمت المراكز بينهم بفارق النقاط المسجلة بينهم، بينما احتل الاردني المركز الثاني في المجموعة الاولى، بفوزين تواليا على كل من سوريا بفارق سلة (68 ـــ 66) والهند بفارق نقاط (61 ـــ 54)، ثم خسارته امام ايران على صدراة المجموعة الاولى بفارق 12 نقطة (71 ـــ 83)، لينتقل للدور الثاني، بصفته ثانيا للمجموعة ليواجه المنتخب العراقي ثالث المجموعة الثانية، بفوز وحيد وخسارتين، الثلاثاء، ويتفوق عليه بفارق 14 نقطة  (84 ـــ 70).

كفة نيوزيلندا ارجح، وفوز الاردن وارد، اذا عرف مديرهم الفني الشاب سام دغلاس في كيفية التعامل ومراقبة مفاتيح اللعب في المنتخب النيوزيلندي، وتضم صفوفه لاعبين عدة من النوعية المميزة.

Write a comment

Comments: 0