· 

الاعلامية أوبرا وينفري من الفقر إلى الثراء


ولدت أوبرا وينفري في العام 1958 

في أسرة فقيرة جداً ، كان والدها يعمل حلاقاً، وأمها عاملة منزلية في البيوت ، في طفولتها كانت موضع سخرية للأطفال بعمرها ،لفت ذكاؤها الشديد نظر احدى المدرسات وطلبت من إدارة المدرسة أن يتم نقلها  إلى مرحلة دراسية أعلى لأنها كانت مؤهلة لذلك ، انتقلت للعيش مع أمها ، وفي الثانية عشرة من عمرها تعرضت للإعتداء الجنسي من أحد أقاربها كانت نتيجته أن حَملت بالطفل الأول لها لكنه توفي بعد ولادته مباشرةً ، وبموت طفلها الاول لم ترزق بعده بأطفال أبداً، وقد مرت بعدة أحداث أليمة أثرت على حياتها كثيراً، في سن المراهقة اتجهت إلى الإدمان وتطور الأمر معها حتى وصلت إلى الكوكايين والهيرويين ولم تستطع السيطرة على وضعها ،وتم إرسالها إلى المصح لتأهيلها ومن ثم أهتم والدها بها بعد تخلي والدتها عنها ، وبالفعل تخرجت من "جامعة تينيسي" حاملة شهادة بكالوريوس في الفنون المسرحية ، وعملت مراسلة إذاعية ، ثم إنتقلت بعد ذلك للعمل في التلفزيون وكانت أصغر مذيعة في الولايات المتحدة ، لكنها فشلت ،  وإضطر المخرج أن يفصلها لأنها كانت تتعاطف كثيراً مع الأخبار التي تقدمها في نشرة الأخبار.


انتقلت من تقديم الاخبار المسائية الى تقديم برنامج صباحي حقق نجاحاً  هائلاً ،مما لفت نظر أحد المدراء في أشهر محطة تلفزيونية في مدينة شيكاغو  ، وطلب منها تقديم برنامج متخصص في الطبخ ، وبالفعل نجح البرنامج كثيراً حتى إنتقلت به إلى أشهر قناة ABC ، وفي العام 1985 دخلت وينفري عالم السينما ، وكانت اول اطلالتها  في فيلم بعنوان اللون الارجواني الذي رُشح لنيل تسعة جوائز أوسكار ، وبعدها انهالت عليها العروض السنيمائية لكنها لم توافق عليها ،  وإستغلت شهرتها فقدمت برنامجها الأشهر على مستوى العالم

‏Oprah Show الذي سلط الأضواء على مختلف قضايا المجتمع ، والذي حقق نجاحاً لم يكن له نظيرٌ بسبب المتابعة غير المسبوقة لأوبرا وينفري وطريقة إدارتها للحوار ، وقد أصبحت نموذجاً إعلامياً يحتذى به عالمياً ،وتم عرض برنامجها في أكثر من مائة دولة  مما جعلها تقوم بتأسيس شركة إنتاج  اسمها ”Harpo Oprah ”كما قامت بتأسيس الاستوديو الخاص بها في ولاية شيكاغو ، وبذلك أصبحت المرأة الثالثة على مستوى العالم التي تمتلك شركة للإنتاج  واول مليارديرة سوداء ، وكانت ثروتها تقدر في ذلك الوقت بحوالي مليار ومائتي مليون دولار.


منذ العام 1995 احتلت أوبرا قوائم فوربس الخاصة بالأكثر ثراءً والأكثر تأثيراً على العالم لمدة أربعة سنوات، متتالية بدخل السنوي 325 مليون دولار ، ثم إتجهت بعد ذلك إلى النقد الأدبي وأنشأت دار نشر ، مما ساعدها لتكون أكثر شخصية تؤثر في ثقافات العالم بحسب مجلة فوربس ، بعد ذلك قررت أوبرا إسدال الستار على أنجح برنامج في العالم وأعلنت إعتزالها النهائي من تقديم برنامجها الذي استمر 25 عاماً من العام 1986 الى العام 2011 وتفرغت بعدها كلياً لإدارة الشبكات الفضائية التي أسستها وأطلقت عليها إسم ” OWN “ وذلك في العام 2011 وقامت بكتابة خمسة كتب منها الكتاب الذي تم إعتماده عالمياً على أنه الكتاب الأمثل لفقدان الوزن ،وقد حقق أرباحاً قدرها  2 مليار دولار اميركي ، وإحتل قوائم الكتب الأكثر مبيعاً في العالم لعدة سنوات ، ساهمت أوبرا  في تغيير حياة ما يفوق 65 الف شخص فقير ، ومنذ سنتين اقيم مهرجان تكريمي لها في ملعب لكرة القدم ، وكانت المفاجأة حين اكتشف الجميع إنها تكفلت رعاية هؤلاء على مدى ربع قرن بدون اعلان ، وكثيرون منهم كانوا حاضرين التكريم ، حيث مشى منهم  450 شخصاً وهم يحملون الشموع خمسة منهم اصبحوا أساتذة فى جامعة هارفارد ، وقد القى احدهم كلمة يقول فيها " انه لولا أوبرا  كنا بقينا في مكان اخر  بعيد تماماً .!" كما كانت الصدمة عندما أعلنت أنها مصابة بمرض السرطان وهو في مراحله الأخيرة.

بحث نقولا ابو فيصل ✍️