ولد الصناعي نزار شقير في العام 1941 في منطقة رأس النبع وسط بيروت، وكان والده يعمل في شركة لاستيراد المواد الغذائية واستثمار بساتين اللوز والليمون ، أما أخواله آل الصيداني فقد كانت مهنتهم السكاكر والشوكولا ، وعندما كان طفلاً في الحادية عشرة من عمره كان يترك المدرسة لزيارة محل اخواله ، كما كان يطلب من والده السماح له بالعمل في عطلة نهاية الأسبوع وفي الأعياد لديهم ، وقد اعترف اخواله بفطنة الصبي ، وفي الرابعة عشرة من عمره ترك المدرسة وأصبح مسؤولاً في مصنعهم , يقول نزار شقير "كنت ولا أزال مهووساً بالشوكولا" أراها في كل مكان حتى في كوب الماء" وبعد صراع بين عشقه للشوكولا وبين قراره تركها خلفه، وقرر الاستمرار في عالم الشوكولا .
وفي الثامنة عشرة من عمره انتقل إلى الكويت للعمل في شركة للغاز ، وهناك التقى الاديبة سهام قليلات وتزوجها وهو في الحادية والعشرين من عمره وانجب طفلته الاولى غادة ، ومع ذلك ظل إغراء صناعة الشوكولا قوياً جداً لديه، عاد إلى بيروت واكتملت عائلته بولادة هالة ،الوزير محمد علي ، اسامة وهادي ، لكن والده طلب منه متابعة شركة المنتجات الغذائية لأنه لم يعد قادراً على الاستمرار بالعمل ، وهذا ما جعله يستمر بعد وفاة والده لمدة خمس سنوات في استيراد المواد الغذائية ، الى ان رأى الفرصة متاحة للعمل مرة أخرى مع أحد أخواله ، واطلق تسمية "لو بونبونير" على متجر خاله المجاور لبلدية بيروت، حيث كانت فلسفة عمله دائماً هي تحديد موقع عمل بالقرب من مكان معروف .
في العام 1974 افتتح أول محل باتشي في الحمراء - بيروت، ثم محل آخر قرب البلدية ، أما اسم باتشي فجاء من كلمة القبلات في الإيطالية: baci ، يقول شقير: "الشوكولا هي باتشي"، وهو بذل ما يكفي من الجهد لتزويد الزبائن بقيمة إضافية، وباتشي هي أول من أطلق مفهوم الشوكولا هدية للمناسبات ، كما لها اسمها في عالم الفضة، وعلامة "رويال سلفر" هي ابتكار وتصنيع معاملها وتباع حصراً في محلاتها ، تمتلك باتشي 160 محلاً وخمسة مصانع منتشرة حول العالم ، انها 42 عاماً تختصر رحلة خاضها نزار شقير مع الشوكولا ، "قوله والعمل" جعلت الاعتقاد صحيحاً بأن رواد الأعمال لديهم رؤية لا يحملها الآخرون ، فنجاح باتشي هو دليل ساطع على صحة هذا الاعتقاد، وقد اشار اليه في كتابه "نزار شقير … قصة نجاح" ، ساهم نزار شقير في العمل الأهلي وتنمية المجتمع من خلال تأسيس وحدة الإكتشاف المبكر للإعاقة السمعية البصرية في عكار، كما شيد مسجداً باسمه واسم عائلته، اضافة الى "مركز نزار شقير لتحفيظ القرآن الكريم وعلومه".
بحث نقولا ابو فيصل ✍️