· 

بين اميركا والصين … والهيمنة على الصناعة


في القرن التاسع عشر كانت بريطانيا العظمى " مصنع العالم " قبل أن تنتزع منها الولايات المتحدة الأمريكية هذا  اللقب ،  واليوم تحاول  الصين التأهل لاحراز لقب "مصنع العالم "وقد قطعت اشواطاً كبيرة في هذا المجال مما يعني أن مركز الدولة العظمى يتنقل من بلد لآخر من الشرق الى الغرب تبعا لقوته الصناعية ، ويحكم هذا الانتقال عوامل كثيرة  ، فالدول المتخلفة الضعيفة الفقيرة اليوم لا يعني بالضرورة انها ستظل هكذا بعد عشرين عاماً ،  ومثال ذلك الصين التي تحاول ان تكون "حاكم العالم "في المستقبل ما لم تحزم الولايات المتحدة الأمريكية امرها قبل فوات الأوان.


امتلاك بريطانيا للصناعة جعل منها قوة عظمى في العالم وجعلها تسيطر على كل شيء من صناعة ومال وقوة عسكرية وسياسية ، الى أن جاء  مؤتمر فرساي بعد الحرب العالمية الاولى الذي كرس الولايات المتحدة سيد العالم الجديد حين أطلق رئيسها الوعود الشهيرة  : "مبادئ ويلسون الأربعة عشر" والمتضمن حق تقرير المصير والرأفة بالشعوب المستعمرة  ، وقد خُدعت  هذه الشعوب حين فرحت بالسيد الجديد حيث تبين لاحقاً تراجع الرئيس ويلسون عن وعوده الجميلة حين بدأت امريكا تحلب ابقارها المستسلمة وتستغل العبيد الذين ورثتهم من الاستعمار حتى باتوا يتحسرون على سيد العالم القديم  "البريطاني" وراحوا ينظرون بأمل وشوق لسيد العالم المتوقع  ليس حباً في الصين ولكن من كثرة بطش سيد العالم الحالي بهم كما يقولون !


وتنقسم دول العالم الى ثلاثة أنواع تبعاً لطريقة استجابتها للتغيرات السياسية وتوازنات القوى وانتقال القوة من مركز الى أخر ، فالنوع الاول يضم الدول المستقلة التي تعمل لحسابها وتبحث عن طرق لتحسين موقعها في التوازنات الجديدة ، والنوع الثاني يضم الدول القوية التي تحلم بالحصول على مكانة لها في قيادة العالم وتدخل في صراعات لتأخذ حصتها من قالب الحلوى ، واخيراً النوع  الثالث الذي يضم الدول الضعيفة التي تعودت على العبودية والتي تبحث دوماً بعد ان يموت سيدها عن سيد اخر ليكون لها سيداً تعيش في حمايته وتنفذ اوامره ! وهذا النوع من الدول تعود على الاستعمار ولعب دور الضحية.

نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0