· 

بين كسر الخواطر وجبرها… ترنح حياة شعب

من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب؟" جزء 5
من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب؟" جزء 5


من المؤكد أن الطرقات الصعبة غالباً ما تؤدي إلى وجهات رائعة ؟ ولكن هل صحيح أن كسر الخواطر يؤدي الى إحباط وفشل ؟ وأن جبرها ليس سهلاً ، وأن العودة الى البداية وكأن شيئاً لم يحدث ليس بالامر السهل ، فالأشخاص الذين ‏لا يجيدون التصنع ولا يلبسون الأقنعة لا يمكن كسرهم ، فإنك اذا غبت عن أعينهم فلن تغيب عن قلوبهم أبداً ، لذا وجب احترام مشاعرهم ، ورغم أن ما كسر لا يمكن ترميمه وأن كسر الخواطر من صنع الانسان وحده ، وجبرها من صنع الله وحده الذي اذا اراد فعل ! 


ولأن جزاء الاحسان بالاحسان يكون ، ولأن الخاطر الذي تجبره لمن يحبه الله فأن الله سوف يحبك لاجل جبر خاطره ، ولأن من سار بين الناس جابراً للخواطر أدركه الله في جوف المخاطر ، أيّ أنّ الإنسان الذي يُغيث الملهوف ، ويُسارع في جبر خاطر المنكسرين حوله فإنّه عندما يقع في شدة كبيرة فأن الله سوف ينقذه من اخطارها ، كما أنقذ غيره وجبر خواطرهم ، وما من شعور أصعب على الإنسان من أن يعود مكسور الخاطر ، ومن أراد أن يعيش مجبور الخاطر عليه ألا يكسر خواطر غيره في الحياة.


ومهما طال الانتظار ايها اللبناني المظلوم فلا تحزن عند اصابتك بالاسهم الجارحة من الأقربين لك  من حكامك ، فأنه سوف يأتي من يُعيد الحياة  للوطن من جديد في الوقت الذي يختاره الله ، الحياة قصيرة جداً ولا تحتمل الحزن أبداً ، حاول أن تتجاهل أوجاعك وأن تتناسى همومك، ابتسم في وجه من أساء اليك ، عش حياتك بفرح ، أخبر قلبك أنّه يستحق الفرح  والابتسامة، وكن مطمئناً لان السعادة ليست حلماً ولا وهماً وليست أمراً مستحيلاً ، بل هي تفاؤل واتكال على الله وصبر بغير استعجال.

نقولا أبو فيصل  ✍️

Write a comment

Comments: 0